احمد ذيبان
فيما يشبه التسلل قام وزير خارجية ايران جواد ظريف، بتاريخ 12 ايار الجاري بزيارة قصيرة الى دمشق، وحسب وسائل اعلام ايرانية التقى ظريف مسؤولين سوريين وقادة الفصائل الفلسطينية المقيمين في دمشق، لبحث آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
كان السؤال المحير خلال الحرب الفلسطينية الاسرائيلية الشاملة التي اشتعلت في شهر رمضان ، هو لماذا صمت ما يسمى «محور المقاومة» الذي تقوده طهران، وأحد أهم أدواته حزب الله اللبناني ، رغم الجعجعة والتهديد والتلويح بقدرات صاروخية هائلة، كفيلة بإزالة الكيان الصهيوني عن الخارطة، لكن » في الوقت المناسب» !!
حرب رمضان الجديدة 2021 تلخص قصة «الكارثة والبطولة » الفلسطينية، وكانت فرصة ذهبية لما يسمى محور المقاومة وطليعته الميدانية حزب الله، أن يترجم الشعارات الى فعل ميداني، لدعم المقاومة الفلسطينية التي تمكنت من كسر نظرية الأمن الاسرائيلي.
والسؤال هو: لماذا لم يحرك حزب الله ساكنا، لتخفيف الضغط عن قطاع غزة المنكوب أصلا، بسبب الحصار المستمر منذ 14 عاما ، وتعرضه لثلاث حروب عدوانية خلال الاعوام «2008 - 2012، و2014»، وخلال هذه الحروب لم يحرك حزب الله ونظام الملالي أي ساكن لدعم غزة !
الجواب بسيط ، ويعيدنا الى ما أعلنه حسن نصر الله مرات عديدة ، وهو أن ولاءه لولاية الفقيه، وأن تمويل وتسليح وتدريب ميليشيا حزب الله يعتمد بشكل أساسي على ايران! ومن الواضح أن المشروع التوسعي الايراني في المشرق العربي يواجه مأزقا الان ، وكبد نظام الملالي تكاليف باهظة ، بالاضافة الى قسوة العقوبات الاميركية.
صحيح انه لا يزال يكابر ويثير الضجيج والجعجعة، لكنه من تحت الطاولة يتوسل رفع العقوبات، وهو في الحقيقة متلهف الى الوصول الى اتفاق نووي عبر المفاوضات التي تجري في فيينا منذ عدة أسابيع!
وبالاضافة الى ذلك، فهو يتفاوض مع السعودية لحلحلة الملفات العالقة بين الطرفين، وبضمن ذلك حرب اليمن، وبظني أن أي صفقات مرتقبة مع نظام الملالي، سواء بالنسبة للملف النووي او الاتفاق مع السعودية، ستتضمن شروطا جديدة تفرض على نظام الملالي تتعلق بملف الصواريخ البالستية، وتدخلاته الخارجية ومشروعه التوسعي، وأن رفع العقوبات التدريجي لن يكون «شيك على بياض»، فلكل شيء ثمن!
وعليه يمكن قراءة الرسالة التي حملها ظريف خلال زيارته الى دمشق ، ومضمونها أن الظروف الدقيقة الراهنة لا تحتمل التدخل في الحرب الفلسطينية الاسرائيلية، لان مثل التدخل سينعكس سلبا على مفاوضات فيينا النووية والمفاوضات مع السعودية، ومن هنا يمكن تفسير مسارعة حزب الله لنفي علاقته بثلاث قذائف كاتيوشا، أطلقت من مخيم الرشيدية في جنوب لبنان.
[email protected]