النائب د. فايز بصبوص
بعد تطور التصعيدات الصهيونية اتجاه قطاع غزة، بتصعيد ينم عن تحضير مسبق من أجل إخضاع القطاع، وفصل وتقديم المصالح السياسية الفلسطينية، أي ضرب التكامل بين الأحداث بالقدس والقطاع من رفع مستوى وتكلفة التصدي للكيان الصهيوني رغم كل الدعوات الدولية والإقليمية إلى وقف العدوان الصهيوني، ورغم التحرك الدبلوماسي غير المسبوق للخارجية الأردنية بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني والدعوات التي وجهها جلالته إلى القيادة الأميركية والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، إلا أن الكيان الصهيوني و?ن خلال اجتماع الكبينيت المصغر للكيان الصهيوني يوحي بتصعيد خطير اتجاه القطاع، وكنتيجة طبيعية للانتصارات الفلسطينية في تجميد مشروع الاحتلال في «الشيخ جراح» والانتصار على الحواجز الصهيونية في باب العامود والغاء المسيرة الصهيونية السنوية للمستوطنين في القدس الشريف، كل تلك العوامل وأهمها أزمة الكيان الصهيوني السياسية، والتي يبحث من خلالها رئيس الكيان الصهيوني عن مخرج يوصله إلى تشكيل حكومة طوارئ من أجل عرقلة تشكيل الحكومة الصهيونية الموكلة لغيره بعد فشل الليكود في تشكيل تلك الحكومة.
انطلاقا من كل ذلك فأننا على موعد لتصعيد غير مسبوق في قطاع غزة ومعظم الضفة الغربية إثر ارتفاع عدد الشهداء والمصابين، ونتيجة لما انجزته المقاومة الفلسطينية من تفوق عسكري بضرب عمق الكيان الصهيوني مدينة تل أبيب وضواحيها وعسقلان وبئر السبع وسيديروت، وإسقاط قتلى وجرحى، وبث الرعب وسط الرأي العام الصهيوني، كل تلك العوامل توحي بأن جهود التهدئة بائت بالفشل، ولذلك فنحن على أبواب ليس معركة بين الحروب، إنما هي معركة تمهد لحرب شاملة على الشعب الفلسطيني من قبل هذا الاحتلال الغاصب.
لذلك فقد اوعز جلالة الملك بارسال المساعدات الى الشعب الفلسطيني وخاصة الطبية منها فقد كثف جلالة الملك في السياق ذاته الاتصالات مع القادة الدوليين وخاصة الادارة الامريكية والتركية والقطرية والاتصال المباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتنسيق المواقف والمواجهة.
إن الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه المقاومة قد أثبت أنه شعب الجبارين، وأن أجياله المتعاقبة ما زالت وستبقى عصية على الاستهداف في الوعي، وعصية على التدجين وعصية على الانحراف إلى الملذات الشبابية الطبيعية فهم دائما متاريس صامدة لا تكل ولا تمل عندما يستهدف «الاقصى» المبارك والقدس الشريف، وعندما تستهدف هويته الوطنية.
لذلك فإننا ندعو إلى تصعيد عربي شعبي يجبر الحكومات على اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة لإسناد الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة فهما تعالت الأصوات من هنا وهناك والتي كانت تراهن على غياب القضية الفلسطينية كقضية مركزية للشعوب العربية والإسلامية، هذه الرهانات قد فشلت واصدمت ببسالة وقوة وصمود الشعب الفلسطيني على كامل ترابه الوطني في الجليل والمثلث والنقب والضفة الغربية والقدس وغزة الأبية وإعادة بوصلة الشعب العربي ووعيه تجاه عدالة القضية الفلسطينية، وتجاه تضحيات هذه الشعب المقدام الذي لا يمكن ترويضه أو تجاوز هويته الس?اسية بكل أبعادها السيادية والسياسية والإنسانية.
إن كل التطورات التي جاءت نتيجة ذلك الصمود في الأقصى المبارك وعلى بوابات الصخرة المشرفة قد أثبت أن ما ذهب إليه الأردن دائما وأبدا بأن لا استقرار ولا هدوء، ولا تنمية، ولا تتطور لدول المنطقة دون حل القضية الفلسطينية حلا جذريا ببعديها السياسي والروحي والإنساني ايضا.
ومن هنا أدعو إلى تطوير اداء الرد الأردني على الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى وتهويد القدس، والعدوان الغاشم، والذي يرتقي إلى جرائم الحرب ضد شعبنا الأبي المحاصر في قطاع غزة
أدعو إلى وقف كل أشكل التعاون مع الكيان الصهيوني الغاشم من خلال طرد السفير الصهيوني والغاء اتفاقية وادي عربة الذي انتهكها الكيان الصهيوني، وتجاوز كل بنودها لنبعث برسالة واضحة بأن الأردن لن يقف مكتوف الأيدي امام تلك الانتهاكات، وأن صبر الأردنيين قد نفذ مما يراه ويشاهده من تدنيس لمقدساته الإسلامية والمسيحية، ومن الدماء الطاهرة التي تسيل كل يوم على ارض فلسطين الحبيب..
حفظ الله الاردن، وعاشت فلسطين كل فلسطين، والمجد والخلود لشهداء القدس الأبرار من الجليل، مرورا بالضفة، وصولا إلى غزة الأبية.