النائب د. فايز بصبوص
ليس هناك من شك ان التصعيد الصهيوني تجاه المصلين في المسجد الأقصى في هذه الليالي المباركة تصعيد يرتقي لمستوى الجرائم ضد الانسانية.
وإن توازي هذا التصعيد مع المحاوالات الحثيثة للكيان الصهيوني لسلب الأرض من أصحابها في (الشيخ جراح) والاعتداءات على المقدسيين على قاعدة الفصل العنصري السمة الأبرز للايدولوجية الصهيونية منذ نشأتها.
والتي تتجسد في كل ممارسات الاحتلال الصهيوني وصولاً الى استكمال مخطط تهويد القدس والمعالم العربية للمدينة المقدسة وصولاً الى اخراج المدينة من دائرة الصراع العربي والاسلامي واعتبار المقدسيين قضية انسانية وليس قضية سياسية دينية تمهدا لتحييد العرب والمسلميين من الصراع تنفيذاً لمخطط الضم واستكمالا لمشروعها التطبيعي القائم على مبدأ السلام مقابل السلام ودق المسمار الاخير في نعش المبادرة العربية والتي اصبحت مبادرة دولية والقائمة على مبدأ الارض مقابل السلام وحل الدولتين هذا جوهر خارطة الطريق الصهيونية واتباعها في الاقليم.
انطلاقاً من كل ما تقدم وارتكازا على ثوابت الاردن القيمية بدعم الشعب الفلسطيني واولويته ووصايته على مقدساتها فقد وقف الاردن وحيداً ضد كل مخططات الاحتلال الصهيوني على مدار التاريخ وحتى اليوم.
ففي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الى بروكسل ولقائه مع القيادات الاوروبية وامين عام حزب شمال الاطلسي (الناتو) قد شدد جلالته على ان ما يحالك ضد القضية الفلسطينية من خلال التصعيد الصهيوني في القدس والمسجد الاقصى المبارك والمقدسات المسيحية يعتبر تصعيدا خطيرا سيؤدي الى زعزعة الاستقرار وسيتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية التاريخية عن ذلك.
وهذا ما تجلى في موقف الاتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة وحتى الادارة الامريكية وفي السياق ذاته صعدت الدبلوماسية الاردنية من خلال وزارة الخارجية الاردنية مع الكيان الصهيوني ودعت المجتمع الدولي والامتين العربية والاسلامية الى الوقوف امام مسؤولياتها اتجاه ما يحدث في مدينة القدس الحبيبة.
ان كل ذلك يستدعي تطويراً حقيقياً لاداء الفصائل الفلسطينية للوصول في هذا الحراك الى انتفاضة جماهيرية شامله تضع الاحتلال والحكومات العربية والاسلامية امام مسؤولياتها الدينية والقومية وترفع من مستوى كلفة الاحتلال الصهيوني وتجبره على التراجع عن مخططات التهويد وتراكم انتصارات الشعب الفلسطيني والتى تجلى اخرها في معركة باب العامود والمعارك اليومية التي يخوضها الشعب الفلسطيني.
من هنا فان الانتفاضة تعني الخروج من دائرة المعارك الجزئية بين الحروب الى حرب شعبية سلمية تجبر الاحتلال الصهيوني واعوانه على التراجع الفوري عن احلامهم في استكمال مشروع الضم وعلى الدبلوماسية الاردنية ان تصعد من ادواتها المقاومة لهذا المشروع من خلال اجراءات عملية ترقى لمستوى الحدث واعني هنا تجميد اتفاقية وادي عربة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان حتى تصله رسالة مفادها ان الشعب الاردني وبقيادته الحكيمة لن يتهاون او يتساهل عندما يتجاوز الاحتلال الصهيوني الخطوط الحمراء في القدس والمسجد الاقصى وحياة المقدسيين.
اذاً الانتفاضة الثالثة ضرورة ملحة والارتقاء ضد الاجراءات التصعيدية من قبل الدبلوماسية الاردنية بات ايضا ضرورة ملحة فهذا الاحتلال لا يثنيه عن مخططاته الادانة الشكيلة مهما كانت مستوياتها الدولية والاممية والانسانية فهو كيان عنصري نازي لا يمكنه ان يرى في القدس الا عاصمة لكيانه المغتصب فهو يرتكز كما اسلفنا على ايدلوجية الاحلال وليس التعايش.