كتاب

جهود مُضنية ومُثمرة



تبذل الدولة الاردنية جهوداً كبيرة ومضنية من أجل تثبيت الفلسطينيين في القدس في منازلهم وعلى أراضيهم، بعد أن حاولت قوات الاحتلال والمستوطنين طرد أهالِ في حي الشيخ جراح المقدسي، حيث أفشلت المملكة هذه الخطط بالحجة والبرهان والوثائق، ما يؤكد أهمية هذه الوثائق وكيفية استخدامها في الوقت المناسب، وهي الدفعة الثانية من الوثائق التي تُشهَرْ في وجه الاحتلال لإنقاذ اهال القدس من التهجير القسري.

أهمية هذه الوثائق، تكمن في كونها تضع حداً للإجراءات الاسرائيلية أحادية الجانب، حيث عُرف عن إسرائيل لا مبالاتها وعدم اكتراثها بالمناشدات الدولية المستمرة، أو بالقانون الدولي، لوقف الاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين ومصادرة الاراضي، والامر الآخر الذي لا يقل أهمية عما سبق، هو تمتين العلاقات والتعاون مع السلطة الفلسطينية التي تخوض صراعاً يومياً مع الاحتلال وإجراءاته التعسفية، فكانت الخطوة الأردنية التي جاءت بالوقت المناسب، بمثابة دعم ومؤازرة فاعلة ومنتجة أنقذت عشرات العائلات الفلسطينية من مصير مجهول.

زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الى رام الله وبجعبته هذه الوثائق التي لا تُقَدَر بثمن، وتسليمها للجانب الفلسطيني وهي وثائق تاريخية خاصة بالاتفاقية الموقعة بين وزارة الانشاء والتعمير ووكالة الانروا عام 1954، وعقود استئجار الأنروا لمنطقة الشيخ جراح من الحكومة الاردنية آنذاك، حيث أُعلن عن بعض العقود ونشرت بالصحف، قبل يومين تثبيتاً للحق الفلسطيني، وهي جاءت لقطع الطريق على ممارسات الاحتلال ومتطرفيه وقيادييه الذين لا يكترثون بالعهود والمواثيق، من الاستفراد بالفلسطينيين الذين تخلى عنهم الكثيرون هذه الايام.

الوثائق تثبّت حق 28 عائلة وأكثر من 550 فلسطيني، وهي جنبتهم التشرد والضياع والتهجير القسري بعد أن امهلهم الاحتلال ما بين خمسة الى ثمانية شهور لإخلاء منازلهم، وبالتالي فقدانها لمصلحة المستوطنين، وأفشلت خطط اسرائيل في حل مُعضلة المسألة الديموغرافية التي تؤرق اسرائيل، وتمكينها من بناء 'حديقة الملك' المزعومة مكان الحي الفسطيني، وهي بداية لمعركة قانونية طويلة تحتاج الى جمع وتوثيق المستندات اللازمة لوقف العنجهية الاسرائيلية ولجم الاستقواء على الفلسطينيين العزّل.

والمطلوب أيضاً ممن يملك وثائق تاريخية ، أو مستندات رسمية تتعلق بالاراضي الفلسطينية المحتلة، سواء كانت مؤسسات أو مواطنين إبرازها لإستخدامها وقت الحاجة أمام المحاكم الدولية في حال مورست ضغوط أو استفزازات إسرائيلية ضد الفلسطينيين ، كون الموضوع يتعلق الآن بمصير آلاف الاسر والعائلات الفلسطينية المرابطة في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، فهي الوسيلة الوحيدة للجم الاحتلال والتصدي لعنجيته، وإستعادة الحق العربي المسلوب في فلسطين .