كتاب

قرارات ضرورية ومكلفة

تتخذ الحكومة من جديد قراراً لا يحظى بكثير من الشعبية تختلف حوله الآراء ولكنها لا تفرط في مبادئها التي تقتضي اتخاذ القرار الذي يحقق مصلحة القطاعات الأوسع من المواطنين ويسهم في المحافظة على أرواحهم في مواجهة موجة عاتية للانتشار الوبائي، وقرار استمرار العمل بحظر الساعة السابعة والحظر الشامل يوم الجمعة على قدر كبير من التكلفة المادية والمعنوية واتخاذه يعني تضحية كبيرة تقدم عليها الحكومة وتعمل على تقديم ما يخفف من آثارها على القطاعات الاقتصادية والأفراد وهو ما تبدى من خلال أمر دفاع جديد يقضي بوقف حبس المدين حتى?نهاية العام في جزء من استجابة الحكومة للتبعات الاقتصادية للجائحة الراهنة.

ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بوباء الكورونا يعد التحدي الأساسي أمام الحكومة التي تحاول أن تنوب عن الجميع بتحكيم العقلانية وتمتلك من المعلومات وشمول الرؤية ما يعوز أي من الفئات التي تسهم بتقديم الرأي في مجال بناء استراتيجية مكافحة الوباء واحتواء تفشيه في الأردن، وتقدم الحكومة المصلحة العامة على الاعتبارات الشعبوية، ولذلك أتى التمديد إلى منتصف شهر أيار المقبل مقترناً مع حزمة من الإجراءات التي من شأنها أن تخفف الآثار السلبية للقرار على جميع المستويات، وهي الحزمة التي وصفها الناطق الرسمي باسم الحكوم? بتوجهها لدعم جيب المواطن.

يحتاج الأردنيون إلى الالتزام بالتكافل والتعاون فجميع الآثار الاقتصادية يمكن جدولتها وتعويضها أما الخسائر البشرية فهي التي يجب أن تشغل صاحب القرار وأن تحظى بالأولوية على أية اعتبارات أخرى، والحكومة تقود عملاً مستمراً ومتواصلاً للتخفيف من حدة الجائحة وإنقاذ ما يمكن من الأرواح يعتبر الغاية الأسمى في اللحظة الصعبة التي يعيشها الأردن.

تتواصل الجهود الحكومية من أجل احتواء آثار الجائحة ويترافق ذلك مع سعي متواصل لتوفير اللقاحات ألقت الحكومة على جهوده بمزيد من الشفافية مع توضيحها اليوم لتقدم عملية التطعيم والمتبقي من اللقاحات، وتتحسب الحكومة أيضاً للسلالات الجديدة التي تنتشر من المرض وتحاول أن ترصد آثارها مع بقية دول العالم وأن تضعها في الاعتبار وجميعها اعتبارات على قدر كبير من الأهمية يجب أن تجد ما يكملها من سلوك المواطنين الذين يتوجب عليهم الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية الضرورية التي يمكن أن توفر عليهم وعلى غيرهم المشكلات الصحية الم?تبطة بالمرض وأن تخفض التكلفة الكلية لتحمله على المستوى الوطني سواء المادية أو المعنوية، فالفيروس يتصرف بمنتهى الانتهازية بحثاً عن ثغرات من أجل استقراره في أجساد أخرى لمواطنين ربما لا يمتلكون ما يكفي من المناعة لمقاومته والتغلب عليه، ولذلك تأتي القرارات الصعبة التي تدرك الحكومة قبل غيرها مدى ضرورتها على الرغم من التكلفة الكبيرة الناتجة عنها.