لقد اعتبر الملك الحسين بن طلال- رحمه الله -إن شعار الجيش فوق كل الألقاب. واليوم يكرر ذلك ولي العهد بأنه في الجيش ضابط وليس وليّا للعهد. لقد ظهر واضحا الحرص على أن يجسد القيم الهاشمية الأردنية العربية الإسلامية الإنسانية.
لقاء سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أظهر قرب سموه من الناس، وواقعهم، وعكس قيم الجيش العربي العريقة، كما حمل رسائل قوية تحدثت عن دور المسؤول وكفاءته في القيام بما هو مطلوب وفق المعطيات، وبحرفية ودقة في مواجهة التحديات، والظروف الصعبة غير المتوقعة التي يمر بها الأردن والعالم بسبب الجائحة.
لقد تحدث سموه عن العمل المؤسسي، وأهمية أن يكمل كل شخص ما بدأه من سبقه حتى يرى المواطن الأثر واضحا.
إن العمل المؤسسي الذي تحدث عنه سمو الأمير الحسين هو ما يضمن ممارسات الجهات الفاعلة الفردية، والجماعية التي تهدف إلى إنشاء المؤسسات، وصيانتها وحساب كلف التعطيل.
لقد أثبتت النظريات الإدارية إن العمل المؤسسي هو ما يوفر جسرا بين وجهات النظر النقدية، والمؤسسية للوزارات وللدوائر.
لقد تحدث سمو الأمير عن أهمية مراجعة الأخطاء والتعلم منها، وخصوصا أن الأعمال الحكومية تواجه بيئة مضطربة، ومحفوفة بالمخاطر بسبب انتشار الوباء، وعدم وجود دروس سابقة متعلمة. ولابد أن لا يكون الفشل فيها خيارًا».
في الظروف الصعبة تختلط عادة الأفكار الإصلاحية، ولا بد من تقديم تشخيصات جديدة للمشاكل الحكومية، ومسارات العمل. ولابد من وضع إطار واضح لتقييم المخاطر الكامنة. وهذا ما يعزز النهج الإصلاحي الجديد الذي يجب أن يتضمن إعادة تصميم، أو تجديد، أو مراجعة المؤسسات القائمة.
في الأوقات المختلفة والحرجة نحن بحاجة إلى أن يكون القادة المكلفون بإدارة الشؤون العامة لديهم مناهج معينة للتغيير، وإتقان لكيفية إدارة شؤون الدولة بعيدا عن أي اعتبارات استرضاء لأي جهة.
إن التحديات التي تواجهها الحكومة هي تحديات جديدة، وقديمة على حد سواء، ولكنها تتطلب التوفيق بين الموارد والأولويات، والقيم مع تجنب كل ما يثير التوترات. ويمكن أن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة لا تخدم المرحلة. نحن بحاجة إلى اهتمام دقيق في النهج الذي تتبعه الحكومة، وهو أمل النجاح الوحيد في تخطي المراحل الحرجة.
نحن على أعتاب مرحلة صعبة محفوفة بالتحديات الاقتصادية، والصحية. وبالتالي على الحكومة الجديدة العمل على تبني نماذج جديدة تناسب الظروف الاقتصادية، والسياسية الحالية. وهذا ما أكده الأمير في اللقاء.
فسموه قائد تتلمذ في المدرسة العسكرية للجيش العربي المصطفوي، وقد كان من الرسائل القوية التي وجهها سمو الأمير في اللقاء التنبيه إلى ضرورة التبين من المعلومة قبل نشرها؛ حتى لا نضيع في لبس سوء الفهم. كما تحدث عن الشباب كطاقة إبداعية هائلة، تمتلك جميع المكونات الأساسية للتقدم المطلوب اليوم. ونادى بأن يكون العمل تعاونيا تكامليا وبروح واحدة؛ لأن «يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ». حمى الله الأردن..
Dr.Asmahan Altaher@gmail.com
مواضيع ذات صلة