تتزامن هذا العام ذكرى تعريب قيادة الجيش مع احتفالية المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، فتعريب الجيش كان يوماً فارقاً استكملت فيه المملكة الأردنية الهاشمية استقلالاً فعلياً وشاملاً يستحوذ على كامل السيادة الوطنية لتصبح هذه القيادة بين أبناء المملكة المخلصين من أجيال حملت على أكتافها حلم الدولة الأردنية وواصلت نضالها لتحقق ما يصبو له الأردنيون من حياة كريمة في ظل شرعية الإنجاز لقيادتهم الهاشمية التي وضعت الأمور في نصابها مع ملحمة التعريب التي أتت لتشكل صدمة للقوى العالمية وتشكل خطوة جريئة وملهمة لحركة ال?ستقلال في العالم العربي.
أتى الحضور الملكي في احتفالات الجيش العربي ليؤكد على هذه المعاني واستمرارها في عقيدة الجيش ورجاله، وليعزز الفخر الوطني بالجيش ومنجزاته وأدواره المخلصة في خدمة الوطن الأردني والأمتين العربية والإسلامية ومساهمته البناءة على المستوى الإنساني تجاه تحقيق الأمن والسلام لمختلف شعوب الأرض، وببساطة وعمق الرجل في بيته، كان الملك يعلن عن مدى فخره بأن يكون جزءاً من قصة الجيش العربي، فالقصة بدأت منذ طفولة جلالة الملك في بيت والده المغفور له الملك الحسين الذي اتخذ القرار بتعريب الجيش بكل شجاعة وثقة في الأردن وأبنائه، في?جيل التأسيس الذي أثبت للعالم جدارته بالاستقلال ورفضه لكل وصاية خارجية، ومع دخوله سن الشباب المبكر كان الملك يبدأ طريقه في مدرسة الجيش ويتشارك مع جيل البناء والتعزيز الذي تبوأت فيه المملكة مكانة متقدمة في محيطها العربي والدولي.
استعرض الملك في زيارته للقيادة العامة أدواراً تاريخية للجيش العربي أكدت أيضاً على أدواره المستقبلية، فالجيش العربي تأسس من أجل قيم سامية وقضايا وطنية وقومية واضحة وعادلة، ولم يكن يوماً جيشاً لعدوان أو اعتداء، ولكنه بقي وسيبقى جيشاً من أجل حماية الوطن والمساهمة في بناء عالم أفضل، والجيش العربي يفتخر اليوم ويباهي على لسان قائده الأعلى بدوره في مساندة الأشقاء الفلسطينيين وحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ومساندة الأشقاء العرب ضد التطرف والإرهاب والمساهمة في حفظ السلام حول العالم، وهذه الغايات س?بقى وتستمر ما بقيت الأسباب الداعية لوجودها، فالجيش العربي في معركة مستمرة ومتعددة الفصول بين سلم وحرب من أجل الحق والعيش الكريم للشعب الأردني والشعوب الشقيقة وللإنسانية بأسرها.
يؤكد الملك كذلك، على دور الجيش بوصفه مدرسة الانضباط والالتزام على الدور التنموي في مساندة مؤسسات الدولة كافة، فالجيش العربي كان رافداً بالكفاءات والطاقات البشرية التي أسهمت في جميع المؤسسات منذ تأسيس الدولة، وما زال لديه الكثير من العطاء الذي يمكن توظيفه في مسيرة التنمية التي تليق بالمئوية الثانية من مسيرة الدولة بنفس أخلاق الأثرة والنجدة التي تتجذر عميقاً في قلب كل رجال الجيش العربي من القائد الأعلى وحتى أحدث فرد مجند في صفوفه، فهذه شيم الأردن وأخلاقه وثوابته.
مواضيع ذات صلة