هنا نقول إن جلالة الملك محيط إحاطة شاملة بكل الواقع الموضوعي، والسمات الذاتية لتفاصيل المجتمع الأردني أخذا بالاعتبار أن أصالة ومحورية الإنسان هي سقف الأهداف، أن استهداف جلالته خلال ذلك اللقاء للتنمية السياسية قد أعاد الوطن للخروج من دائرة الإصلاحات المرحلية التي أوجبتها جائحة كورونا إلى دائرة استكمال مهام التحول السياسي والتي هي حجر الزاوية في بناء أردن ديموقراطي قادر على التباهي بكليته الوطنية مع النماذج الديموقراطية الدولية، والتي وضعت سؤالاً بحجم الفك والتركيب السياسي، لأن هذا الوطن يعتمد بالتكوين والأ?اء على التقييمات الدينامية لآليات حركته واحتوائه الاستثنائي بكل تطور موضوعي خارج بأساس مقومات الدولة في إطارها الإقليمي لكنه جزء لا يتجزأ من تطوير متدرج لنظريه الوعي الأردني حول التفهم السياسي والإرادة والقدرة التي تناغمت مع أي تحول تقوده أو قادته الدول العربية الشقيقة في مواجهة المؤامرة الصهيونية وآليات عملها حتى أبقت هذا الكيان ضمن إطار استحقاقات محكمة العدل الدولية في المسار الاخر كان هناك ترتيب اردني مصري حول إعادة توحيد الموقف العربي اتجاه التوافق الفلسطيني الأردني والدولي أيضا حول حل الدولتين كركيزة ?أي منطلقات تسوية دولية لهذا السبب كان هناك استغراب استثنائي لماذا انعقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة ان الهدف الاستراتيجي من وراء ذلك كان يستهدف الضبابية الدولية حول وحدة الموقف العربي اتجاه اليات حل الصراع انطلاق من كل ذلك كان جلالة الملك يضع أسس للتكامل الوطني من خلال المؤسسات ويبعث بتوجيهات محددة بان مرحلة التنمية السياسية يجب ان تستكمل دون قيد او شرط وان الأساس في وجود الدولة السياسية النموذجية بالشكل والمضمون يجب أن ترتكز على قواعد الوئام التكاملي للوطن وليس على المحصصات التشخيصية ?كل مؤسسة على حدا فذلك سيمزق مرتكزات الدولة الأردنية القائمة على الخط الرفيع التي أوجدته الظروف الدولية والعربية المحيطة ومن الواضح تماما أن رسائل جلالته لم تستوعب فقط ضمن المؤسسية الداخلية انما تم اعتمادها كمنطلقات لحل الصراع في المنطقة انما كإحساس متوازن في إطار الخروج الكلي لمفهوم القتل التدريجي لحقوق الوطني الفلسطيني.
