مرّت على القدس عهود مضت في زمان اليبوسيين والفراعنة والآشوريين والبيزنطيين، والعهود الاسلامية.
ومن بين أزمانها، زمانها الأردني الممتد، وبخاصة خلال الفترة ما بين عام 1948م وحتى عام 1967م، هذا العهد الذي لم يدرس بعد، وبقيت الكتابات فيه مقتصرة على الاعمار الهاشمي (على أهميته).
ولكن العهد الأردني في هذه السنوات يتميز بتوفر الوثائق والصحف التي كانت تصدر، بالرغم من الحاجة إلى كتابات متكاملة ورصينة تغذي الذاكرة الجمعية للمقدسيين وغيرهم، في ما تمر به من ظروف اليوم.
وأيضاً، هذه المرحلة بحاجة إلى اعادة قراءة من خلال الوثائق تبرز الدور الاردني والجهود التي قام بها لإعادة بناء هذه المدينة التاريخية والدينية، خصوصاً أن الجيش العربي حافظ على القسم الشرقي لمدينة القدس عام 1948 وبذلك انقسمت المدينة إلى القدس الشرقية والقدس الغربية.
وورث الأردن مدينة أتت الحرب على معظم أحيائها وعمرانها، نتيجة المعارك التي دارت فيها ودمرت الكثير من معالم المدينة، أبرزها: الكلية العربية وكلية الأمة وخسائر بالقطاع الصحي والخدمي وأصبحت مدينة تفتقر الى الخدمات ووصفت بأنها مدينة منكوبة وبعد سنة ونصف من انتهاء الحرب عام 1950م.
كما تعرضت المدينة الى عاصفة ثلجية زادت من الاضرار التي أصابت مبانيها ومعالمها.
والقدس كغيرها من المدن الفلسطينية استضافت العديد من اللاجئين من المدن الداخلية وكان لها نصيب الأسد منهم حيث ارتفع عدد سكانها نحو النصف فشرعت الحكومة الاردنية بعمليات الأعمار بكل نواحي الحياة.
فمثلاً في قطاع التعليم يورد المؤرخ عارف العارف (1958م) وجود 46 مدرسة في مدينة القدس اضافة الى بناء الملاعب وإنشاء المكتبات العامة والعناية بالحالة الصحية.
وتم إعادة إعمار المستشفيات وإعادة الكهرباء للمدينة ومساعدة اللاجئين واعادة تأهيلهم والاهتمام بطرق المواصلات والكثير من الاعمار للمدينة، بحيث خصصت الحكومة عام 1957م 161.500 دينار وهو مبلغ ضخم في ذلك الزمن لاقامة المشاريع الضرورية.
ووردت هذه المشاريع في خطة البلدية والموثقة في كتاب رئيسها روحي الخطيب بتاريخ 6-7-1957م والتي تأتي على ذكر معالم في المدينة مثل: قصر الملك على الرغم من أنه بناء مستأجر وقد استخدمه الملك عبد الله الاول ابن الحسين ومن ثم الملك حسين بن طلال (طيب الله ثراهما) وهو يعود لعائلة القطب وبقي حتى بداية عام 1967م، حيث تم المباشرة ببناء قصر للملك الحسين بن طلال في منطقة تل الفول في بيت حنينة ولم يستكمل وما تزال معالمه لغاية الان.
فالعهد الاردني الذي بدأ بمؤتمر شعبي في أريحا الاول من كانون الاول عام 1948 والذي جاء عقبه مؤتمر عقد في عمان بنفس العام واتخذ قرار وحدة الضفتين تحت الحكم الاردني ووافق عليه الملك عبد الله الاول فوراً وأصبحت المملكة الاردنية الهاشمية تتكون من الضفتين الغربية والشرقية وأجريت فيما بعد انتخابات عام 1950 أكّدت ان القدس هي حاضرة أردنية، ووجدان ديني وطني.
وما زال أثير الاذاعة الاردنية محفوظاً في ذاكرة ذلك الجيل عندما كان يقول المذيع هنا اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية من عمان والقدس.
مواضيع ذات صلة