د. فايز الربيع
كنا ونحن صغار في رمضان ننتظر صوت (المسحراتي) احدهم وهو متقدم معه (طبلة) والآخر معه (تنكة) يقف تحت الشباك ويضرب على طبلته أو تنكته ويقول (يانايم قوم وحّد الدايم) (قوم صلِ وصوم يا غفلان) ويستمر فترة من الزمن حتى يختفي صوته، إنه نوع من (التنبيه).. الأذان في أوقات الصلاة تنبيه لدخول وقت الصلاة، وفي صلاة الفجر يقول المؤذن (الصلاة خير من النوم) أيضاً هو نوع من التنبيه.
هذا على مستوى الأفراد ماذا إذا كانت الامة قد نامت ترى الحرائق حولها ولا تتعظ البعض يقول ما دامت الحرائق خارج داري لا يهمنى ولا يدري أنها يمكن أن تصل إليه إذا لم يساعد في اطفائها.
لقد انفقنا من الاموال وقتل من ابنائنا عشرات الآلاف في حروب عبثية، إما داخل القطر الواحد وبين الأقطار الشقيقة حكماً من التاريخ والجغرافيا والدين واللغة وغيرها، ما يمكن إذا جمع أن يكون لنا شأن على المستوى الدولي لقد اشترينا من الأسلحة وكدسنا منها والغرب يمن علينا في تصديرها ما إذا جمعت ووجهت نحو أي عدو لكسرته إذا كان وراءها من يحسن توجيهها.
لقد افقدونا أو نحن مقتنعون أن بوصلتنا في العداء هي فيما بيننا (أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض).
لقد أصبحت العبودية للأجنبي مطلباً ودخول قواته إلى بلادنا لحمايتنا غاية المنى ونحن الذين قرأنا في كتبنا ودرسنا لابنائنا أننا قاتلنا المستعمر حتى أخرجناه من بلادنا إن ما هو أخطر من الاحتلال الأجنبي هو القبول النفسي له عندها تفقد حس المقاومة له وتتمنى بقاءه، لقد أظهر الغرب ودون مواربة على مستوى الحكام ومراكز اتخاذ القرار عداءه لنا والسبب ديننا موجهاً لنا أحلافه العسكرية ومؤامرته السياسية وضغوط منظماته الاقتصادية، وإذا كان الغرب قد تجاوز مرحلة التآمر إلى طور الإعلان عن اتخاذ الإسلام وعالميته وامته عدواً أول له يقولون علينا تحديد الخيار العلماني للشعوب الاسلامية لإن استرجاع الحضارة الاسلامية سيؤدي الى ردود فعل خطيرة في العالم (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) هذه الهجمة الشرسة التي ولدت (الاسلاموفوبيا) بحجة الأرهاب والتطرف الذي كان الغرب ضالعاً في صناعته إما بشكل مباشر أو على شكل ردود فعل يضعها الغرب ويتوقع ردة الفعل عليها ثم يضخمها ويعتبرها (الإسلام).. المساجد في فرنسا اعتبرت مدعاة لتكريس (الانفصالية) ربما يكون هناك تجاوزات واخطاء من أفراد، ولكن علاج الأفراد شيء وإغلاق المساجد شيء آخر، حتى العبادة يريدون أن يحرموا المسلمين منها.