خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مسؤولية مشتركة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة مع الأسف الشديد الوضع الوبائي المتّصل بفيروس كورونا تردّى بشكل كبير في مجتمعنا، نتيجة ارتفاع أعداد الإصابات وأعداد الوفيّات وانتشار الفيروس.

والسؤال المهم الآن، ماذا نحن فاعلون؟

بداية نقول لعبة اللوم لا تُجدي: الحكومة تلوم الناس لعدم التزامهم، والناس يلومون الحكومة – وبالذات الحكومة المنصرمة – لعدم كفاءتها في محاربة الفيروس.

شئنا أم أبينا المسؤولية مشتركة، وكل طرف لا بد من أن يقوم بالمطلوب منه على أكمل وجه.

المطلوب من الناس الالتزام الكامل بالإرشادات الخاصة بالتعامل مع الوباء، دون أدنى إهمال أو تقصير؛ فالأمر لم يعد يحتمل أي تهاون.

فدراسة حالات النجاح في التعامل مع الجائحة عالمياً تشي بأن العامل الأهم في النجاح كان التزام المواطنين وانضباطهم في سلوكهم اليومي.

هذا ما نستشفّه من تجارب تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وحتى الصين؛ تلك الدول التي استثمرت الكثير ولعقود في تنشئة مواطنيها وتربيتهم على ممارسة العادات المجتمعية الحميدة، ومنها العادات الصحية المتملثة في ارتداء الكمامة في المواقف التي تتطلب ذلك، وفي التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات، والنظافة الشخصية.

لمَ لا يفعل مواطنونا ما تفعله شعوب تلك الدول؟

نعي أن التنشئة والتربية عندنا أخفقتا في خلق أجيال منضبطة ملتزمة بالتعليمات، لكن لا خيار لنا في الظروف الراهنة الخطيرة سوى الالتزام والانضباط واللذين هما قارب النجاة.

والنقطة المهمة هنا أن الناس لا بدّ من أن يدركوا بأن جزءاً أساسياً من الحلّ هو بأيديهم ويقع على عاتقهم هم.

وإذا لم ندرك بأن أحد مفاتيح الحلول بأيدينا نحن، فإن الجائحة ستُلقّننا – وهي تُلقّننا الآن – هذا الدرس بعد أن ندفع ثمناً غالياً.

وهذا هو المطلوب من شعبنا الآن: أن يكونَ على قدر التحدي وأن يقومَ بدوره في محاربة الفيروس بإجراءات بسيطة غير مُكلفة تتمثل فيما ذكر أعلاه.

أما بخصوص الحكومة فالمطلوب منها كثير، نذكر منه الآتي.

أولاً، عليها إجراء مراجعة سريعة وشاملة للكيفية التي تم التعامل بها مع الجائحة للتو، بهدف الوقوف على مسببات الإخفاق ومعالجتها.

ثانياً، عليها الاستمرار في توعية المواطنين بصرف النظر عن استجابتهم. فالإصرار على التوعية يؤتي أكله عاجلاً أم آجلاً؛ أما فقدان الثقة بأهمية التوعية فلا نتيجة له سوى مزيد من العواقب الوخيمة.

ثالثاً، عليها متابعة الوقوف على آخر المستجدات العلمية للجائحة وتمرير المعلومات العلمية الدقيقة للناس، لأننا نتعلم أشياء جديدة عن هذا الفيروس كل يوم. والتعامل مع الجائحة بناء على الحقائق هو سبيلٌ فاعلٌ لمحاربته.

رابعاً، عليها العمل على تحسين وتطوير القطاع الصحي لتمكينه من التعامل مع الظروف الحالية والمستجدات. فمنذ بداية الجائحة عرفنا الكثير عن نقاط ضعفه وعيوبه، ولا بد لنا من إعطاء إصلاح القطاع الأولوية القصوى.

وهذا ما تعلمناه من التجارب العالمية الناجحة، والتي أولت حكوماتها القطاع الصحي جلّ عنايتها.

شئنا أم أبينا، فإن مسؤولية التصدي للوباء هي مسؤولية مشتركة: التزام من قبل المواطن بما هو متوقع منه، والتزام من قبل الدولة بما هو مطلوب منها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF