خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

خطأٌ لغوي متعمَّد.. لماذا؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة منذ شرح لنا أستاذ اللغة العربية في الصف الثانوي الثاني «قاعدة المنصوب على التخصيص» لم تعجبني أو على الأصح لم تقنعني إذ وجدتها ثقيلة على الانسياب الموسيقي والتسلسل المنطقي في لغتنا العربية التي أحببتها منذ نعومة أظفاري، ولتذكير القرّاء مع أني متأكد ان أكثرهم ممن يعرفون إعراب المبتدأ والخبر والفاعل والمفعول لم يسمعوا بها، فهي قاعدة تفرض على من يكتب أو ينطق جملة «نحن الموقعون أدناه» وشبيهاتها أن ينصب كلمة «الموقعين» بالياء والنون كمفعول به لفعلٍ محذوف تقديره «نخصُّ»، والأصل أنها مبتدأ مرفوع بالواو والنون وهو القريب للسهل الصحيح في اللغة لكني بالطبع بقيت طوال عمري ملتزما بها عن كُرْه إلى أن جنحتُ في مقال الاسبوع الماضي عامداً متعمداً فلم أنصب «السكان» ولا «الأصليين» في جملة «ونحن السكانُ الأصليون» أي لم أحترم قاعدة التخصيص! وقد قصدت بذلك فعلاً إثارة مناقشة لغوية حولها سواءً مع المصحح في الجريدة او اي فطِن آخر، وكم كنت سعيداً حين اتصل بي قارئ عزيز مبدياً إعجابه بدقتي اللغوية في مقالاتي لكنَّ الصواب جانبني هذه المرة في جملة «نحن السكانُ الأصليون» لمجافاتها قاعدة التخصيص، فشكرته لأنه بملاحظته يتيح لي أن أشرح وجهة نظري الأشمل بضرورة فتح المجال للغة كي تتطوّر قواعدها كما تتطور كل لغات الامم بهدف تيسير استعمالها للوصول الى العقول والأفئدة وذلك بتجاوز متشدديها المتمسكين بأصول قديمة تخنقها بحجة حبها والخوف عليها!

نتغنى كثيراً بالمقولة الجريئة المنفتحة «خطأٌ شائع خير من صواب ضائع» لكننا نخشى تطبيقه بانفسنا ونقعد كسالى منتظرين غيرنا لاتخاذ الخطوة الحاسمة وهو لعمري قعودٌ يخيّب الأمل في تحديث اللغة العربية، وها أنا اليوم أحشدُ شجاعتي وأجازف بالقول إن قاعدة التخصيص غير ملزِمة أو ربما كانت صواباً ضائعاً لا بأس في هجره سيّما وان البديل الذي استخدمتُه في مقالي ليس خطأً بالمطلق إذ لم يُخلَّ بالمعنى، وأستطردُ للتوضيح بمثلٍ آخر يتعلق بقاعدة نعت الأرقام بعكس جنسها مذكرةً او مؤنثة (خمس بنات وخمسة اولاد) مما يربك الكاتب والمتحدث والمستمع معاً! فماذا لو أعدنا النظر بها؟

وبعد.. هل أكون متجنياً على تاريخنا (ويا للهول!) لو تساءلتُ لماذا حق للخليل بن احمد الفراهيدي وسيبويه في البصرة قبل اثني عشر قرناً ان يجتهدا في وضع قواعد اللغة ويظل جميع العرب من بعدهما منصاعين لاجتهادٍ تآكل كثيراً بسبب بعض تعقيداته التي لم تساير التطوّر الطبيعي في مناحي الحياة المختلفة، ثم لا يحق لعلماء العربية في عصرنا المتقدم ان يقترحوا ما يرونه أفضل وأسهل من تلك القواعد دون المس بالجوهر؟ فاللغة، أي لغة، ليست تحفة أثرية لحفظها والتباهي بعراقتها فحسب ولا هي عبْدةٌ من عصور الظلم والظلام تخضع حريتها وحيويتها لسلطة أعضاء المجامع إياها، بل ينبغي أن نحترمها

لتبقى اداة تواصل وتفاهم بين أصحابها وإخوتهم في الانسانية.

تساؤلي اليوم يثير قضايا أعمق وأكثر أهميةً.. لو تدققون!!
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF