خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الحرب ليست قدراً محتوماً..!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة من الطبيعي أن تؤرقنا نُذُر الحرب بين أميركا والصين كما ارّقتنا ذات يوم تلك التي كانت تهدد العالم اثناء «الحرب الباردة» بين الدول الغربية الرأسمالية ودول المعسكر الاشتراكي بُعيد انتصارها معاً على العدوان النازي في الحرب العالمية الثانية، وربما كان ذلك سبباً في أول نشاطاتي السياسية وأنا طالب في كلية الطب في خمسينات القرن الماضي

بانضمامي للجنة الزميل يوسف إدريس في حركة «أنصار السلام» العالمية المناهضة لأي نزاع مسلح خاصةً بين القوى الكبرى.

منذ وقت غير قصير يتسابق على اهتمامنا منظّرون يتنبأون بان الحرب التجارية المستعرة الآن بين أميركا والصين سوف تتطور إلى مواجهة مسلحة لن تُبقي ولن تذر وبعضهم يفعل ذلك باستخفاف كأنه يعلق على مباراة كرة قدم مُغْفلاً أن الأمر جد لا هزل فيه وأن مجرد التسليم بحتمية الصدام الدموي يحمل في طياته سوء النية المسبقة ويتجاهل قناعةً علميةً بإمكانية تجنب الحروب والبرهان على صحتها انقضاء ثلاثة أرباع القرن من دون حرب عالمية ثالثة..

لقد توصّل العقل البشري في مسيرته التطورية الطويلة الى استنباط حلول لآلاف المصاعب والكوارث التي كانت تقض المضاجع وفي مقدمتها الحروب إذ أدرك انها ليست مجرد نزوات عدوانية لدى قادة مهووسين بالقتل كما يفسرها البعض وليست انتقاماً لثارات تاريخية دينية أو قومية كما يُمعن بعضٌ آخر في تحليلها بل هي تعبيرٌ عن اطماع اقتصادية يجرنا إليها نظام عالمي يقوده الآن من يُنعتون بالليبراليين الجدد وهو نظام يقدس المنافسة الجشعة حدّ التناحر والاقتتال وكذلك التملّك المنفلت حد الاستيلاء على حقوق الأضعفين، وتتسيّد صناعة الأسلحة بكلكلها الآثم مجمل هذا المشهد الخطير لتحصد في طريقها الأرباح والارواح فتزيد غِنى الأغنياء وتُراكم أعدادَ الفقراء، وذلك بتأجيج حروب صغيرة ولو بالوكالة.. لكن خارج أميركا وأوروبا وبالتواطؤ مع حكام يقبضون حصتهم!

لا يكفي أن نفهم أسباب الاطماع فنُدين أصحابها ونتركهم أحراراً في تدمير العالم وقتل البشر بل علينا أن نلاحقهم كي نوقفهم عند حدهم قبل ان يرتكبوا في لحظة غضب مجنون حماقتَهم الاجرامية الكبرى بالضغط على الزر النووي.. وما المظاهرات وحركات المقاومة الحرة في ارجاء المعمورة الان والسعي للتعاون والتضامن فيما بينها بدءاً من الساحة

الأميركية نفسها وامتداداً، حبذا لو كان منظماً، الى جميع القارات في نضال لا هوادة فيه ضد كل أشكال العنصرية والاحتلال والاستيطان والنهب الممنهج لثروات الشعوب، إلا الدليلُ الواقعي على اقتناع أعداد هائلة من الناس بحتمية السلام لا الحرب.

وبعد.. فكما لم يستسلم العقل البشري لخرافة كانت تقول بان الأمراض والأوبئة قدر لا رادَّ له فاستطاع أن يتوصّل إلى اختراع أدوية شفتْها وإنتاج لقاحات مضادة قضت عليها فإنه سوف ينجح في اجتثاث أسباب الحروب والمستفيدين من إشعالها.. مهما طال الزمن.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF