م. فواز الحموري
واجهنا وعلى مر السنوات السابقة العديد من التحديات وتعلمنا منها الكثير من الدروس والعبر وما زلنا نتعلم كيف نتعامل مع مضمون ذلك ولعل من الطريف اننا سوف نتحدث عن تفاصيل ذلك مع أحفادنا تماما كما أخبرنا آباؤنا من قبل.
تتكرر وتتوالى الأحداث مع طيات الزمن من هزائم وانتصارات ومن صعود وهبوط ومن إنجازات ونجاحات ومن توازنات وإخفاقات ومن تجليات وتطلعات ومن مدح ونقد ومن تجاوب ورفض.
تعلمنا من الأحداث الماضية وعشنا تفاصيل ما جرى منذ ما يقارب من الخمسين عاما ومنها على سبيل المثال والتحدي الحقيقي الفرق بين القائد والمدير ولكن وللأسف ما زلنا نمارس دور المدير الذي ينفذ التعليمات دون ان يكلف نفسه عناء المحاولة لإيجاد الحلول أو ابتكار أساليب جديدة للتطوير والإبداع.
تعلمنا الكثير وما نزال نتعلم عن أهمية التعليم ولكن لم نتعلم جيدا عن تطوير التعليم نحو الاستفادة من التجارب الحديثة في تجويد التعليم من خلال قادة يستطيعون المضي قدما في للبحث عن نوافذ تربوية تطل على المستقبل برؤية واضحة.
تعلمنا أصول الحوار واحترام حرية الرأي ولكن ما زلنا نراوح بين المعارضة والموافقة دون ترك مساحة ومسافة للنقاش وفسحة للحلول والبدائل على أرض الواقع والاهم من ذلك كله احترام القيم والعادات والأعراف الاجتماعية.
تعلمنا أصول علم الإحصاء ولكن نطالع العديد من الدراسات والاستطلاعات والتي تخرج بنتائج ليست دقيقة وتشير دوما أن غالبية المجتمع مع أو ضد مع أنها لم تدل برأيها أو تصل اليها فرق البحث.
تعلمنا قيادة السيارات والمركبات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وحتى الدراجات ولكن لم نتقن السير على الطرقات والتعامل معها بفن وذوق وأخلاق مثلما ينبغي للسائق والعابرين والمتنقلين من طرف إلى طرف آخر.
تعلمنا الكثير من الكتب ولكن نسب القراءة في تراجع كبير وعزوف مقلق لقطع العلاقة الوثيقة بين الكتاب والقارئ وسبر أغوار الحقيقة بين سطور الكتب والمؤلفات وما تنجزه دور النشر في العالم.
تعلمنا أصول الاقتصاد ولكن ما تزال حسابات الربح والخسارة والمصالح هي التي تربط العلاقات في مجالات وجوانب عديدة ونتعامل معها وندفع ضريبتها كثيرا نتيجة ذلك.
تعلمنا السياسة ولكن ما نزال لا نعلم من يلعب بالنار والأوراق والملفات والاخبار حول العالم، تعلمنا فيما مضى الكثير ولكن اننا ما نزال نتعلم وتلك سنة الحياة؛ لا يوجد حد معين للتوقف عن التعلم!
[email protected]