خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

طالعلك يا عدوي طالع

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي .. قرأت إعلانا يقول: ان الجيش فتح باب التجنيد.. ويدعو الراغبين للالتحاق بالقوات المسلحة إلى المراجعة.

أنا أفكر جديا بالتقدم, هل يا ترى سيقبلونني وأنا في مثل هذا السن؟.. ولماذا لايقبلونني, أريد إعادة إنتاج نفسي بما يجب ويستلزم..

أفكر بارتداء الفوتيك, والذهاب إلى (خو).. واللحظة التي أقف فيها بالطابور, ويقول لي أحدهم: اقعد يا مجند.. واجلس ويأتي الحلاق و(ع الصفر).. ثم أسلم كامل وثائقي المدنية: جواز السفر وهوية الأحوال.. رخصة القيادة, ويتم إصدار شهادة تعيين لي..

حين نبدأ التدريب لن يخاطبني أحد بكلمة أستاذ, لن يقول لي أحد المجندين: (مقالك حلو اليوم) أصلا لايوجد فرصة للكتابة هناك, الرمل وحده هو من سيكتب على جبهتك زمن العسكرية وقوانينها.. أفكر بطابور الرياضة الصباحي, نحن يسموننا في علم العسكرية (أغرار).. قد أتأخر عن الطابور بحكم السن والتدخين والكرش, هل سيسامحني وكيل القوة.. في الجيش لايوجد حالة إنسانية, يوجد حالة رجولية.. ربما سيقول لي: ازحف على زنديك.. وسأزحف.

أنا حقيقية أريد أن أتقدم, وأحظى بلقب جندي ثاني/ عبدالهادي راجي المجالي.. وأصنف في المشاة, ويتم توزيعي على حرس الحدود, وأخدم في كتيبة.. أسماء الرفاق الجنود فيها (طايل, مشعل, مهاوش, عليان.. مطلق).. واسم القايد (اسماعيل).. وقد ألتحق بدورة قيادة ناقلة الية مجنزرة, واجتازها باحتراف.. ونتيجة اقتداري يتم تنسيبي فورا لدورة متقدمة في قيادة الدبابات.. وأجتازها أيضا, ثم يتم نقلي إلى سلاح المدفعية.

المشكلة أني لا أكتفي بثلاث وجبات في اليوم, أريد (سبعة).. وأنا أعرف أن الوحدات العسكرية يوجد فيها (نافية).. هكذا أخبروني, والسردين متوفر بكثرة.. والحب متوفر بكثرة والرضا هناك.. هو خبزك والماء, وهو في صوت الدبابة وعرق الجبهة ودمع العيون.. في الجيش وحده الوطن له تعريف واحد وهو: القلب.

أريد أن أعود يوم الخميس في إجازة, وتوقفني الشرطة العسكرية, وتتفقد هندامي وتاريخ إجازتي, ومن ثم أغادر.. بكل وقار, ويسجل في ملفي بعد كل هذه السنين أني لم أرتكب مخالفة واحدة أبدا, وأني شاركت في كل المناورات..وأني لم أتسبب في أي ضرر للدبابات التي قدتها, وأني لم أخالف أمر قادتي والضباط الأعلى رتبة.. ويسجل لي أني كل صباح كنت أغني في طابور المشاة: (طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع)..

أحببت هذا النشيد كثيرا, لأنه أصدق من كل ما غنت أم كلثوم..وعبدالوهاب, أصدق من بليغ وفيروز.. من كل الغناء العربي, هل تعرفون لماذا؟.. حين تحس بالخطر على البلد فالجيش هو الوحيد الذي (يطلع) من الشوارع والأزقة والبيوت.. وهو الوحيد الذي يعيد للدنيا استقامتها.. (طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع).

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF