النائب د. فايز بصبوص
في سياق التطورات الإقليمية المتسارعة والتحولات التي بدأت تتخذ منحى إيجابياً خاصة مع دول الجوار انطلاقاً من رؤية الملك حول الاعتماد على الذات فقد أعاد جلالته التذكير خلال لقائه الخاص مع بعض الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاكاديمية.
دعا جلالته إلى تكامل إقليمي ينبثق من تعاون يرتقي الى مستوى التحديات والتي افرزتها الجائحة في بعديها السياسي والاقتصادي من اجل التحصين الغذائي والصحي البيني في الإقليم متطرقاً جلالته إلى موقف الأردن من «صفقة القرن» والهدف استبعاد الكيان من المشروع.
فالضم الصهيوني لم يؤجل بحسن نية ولكن نتيجة لما يعصف في الكيان الصهيوني من مظاهرات واعتصامات رفعت سقف مطالبها من مطالب معيشية آنية واقتصادية الى مطالب سياسية تحمل رئيس الكيان الصهيوني المسؤولية الكلية عن التردي الاقتصادي.
الكيان الصهيوني من الدول التي أعادت الاغلاقات والتي بدأت الموجة الثانية من انتشار الوباء فيها بشكل متسارع مما اعطى مؤشرا على ان حكومة الكيان الصهيوني تترنح وستسقط قريبا وسيزج بهذا المجرم نتانياهو في غياهب السجون لفساده وفساد سلطته وحتى على صعيد الاسرة كاملة هذا الظرف الموضوعي جاء بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن خلال ما أشرنا له سابقا لعنة فلسطين.
إذن فمشروع الضم وملحقاته خارج إطار ضغط الوقت ولذلك ومن خلال حنكته واستشرافه للمستقبل السياسي أعاد جلالة الملك إنتاج مشروعه المحلي بالاعتماد على الذات، لتعميم ذلك من خلال تكامل إقليمي على الصعيد الاقتصادي موضحاً جلالته أن التجربة الأردنية قادرة على إسناد الأصدقاء والاشقاء في الإقليم من خلال المخزون الاستراتيجي والذي يتمتع به الأردن لسنة كاملة سابقاً أغلب دول العالم في الأمن الغذائي موضحاً أن ذلك سيجعل الأمن الغذائي والصحي وخاصة أمن الطاقة في متناول أيدي دول المنطقة، مستثنياً جلالته الكيان الصهيوني من المعادلة كما أسلفنا ومثنيا على مستوى تطور العلاقة مع العراق الشقيق، إضافة إلى ما نوه إليه جلالة الملك بمستوى التنسيق العالي جداً مع منظمة التحرير الفلسطينية فإن الخطاب الملكي لم يكن خطاباً نظرياً حول الأمن الغذائي والاعتماد على الذات فقط انما اطلاق مبادرة للتعاون الإقليمي وهي أدرجت في سياق جس النبض السياسي ويبدو أن جلالة الملك قد لمس ردود فعل إيجابية موظفاً النموذج الأردني وقوة الأوراق الذي يمتلكها الأردن في هذا السياق.
من هنا من يتابع الإعلام الإيراني يجد ان الخبر الرئيسي الثاني حول الواقع الاقتصادي في الأردن وحتى القيادة السياسية التركية بالقول ان الموضوعية تتطلب النظر الى التجربة الأردنية في إدارة الازمة بشكل مثالي ونموذج يحتذى.
كل ذلك يؤشر إلى أن الحكمة التي يتحلى بها جلالة الملك لا تجعله فقط مرجعية سياسية قل نظيرها إنما تجعل منه مرجعية في السلوك السياسي الإنساني وخاصة ما سنراه في مرحلة قادمة من رد أردني على مصلى باب الرحمة.
وهناك الكثير الكثير في اللقاء مع رئيس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وهذا ما سنتطرق له لاحقاً في مقالة قادمة حول خارطة الطريق السياسية الأردنية والفلسطينية من اجل انقاذ الأونروا.