عبدالهادي راجي المجالي
... منذ نشأة (الفيديو كليب) وأنا أتابعه، تعجبني قصة الحب التي ينسجها المخرج ما بين صبية جميلة، وما بين المطرب.. وتظهر تفاصيلها في الأغنية.
يوهمونك أن (المطرب)، يعشق تلك الصبية، وتظهر دموعها.. في (الفيديوكليب)، والمطرب يطاردها على البحر، وهي تركض.. وفي النهاية يعانقها، وأنت كمشاهد تعيش لحظات الأغنية بالصوت، بالكلمات وبالصورة.
الحقيقة أنه لايوجد حب أبدا، الحقيقة هي أن هذه البنت جاءت لتصوير المشهد، مقابل (1000) دولار أميركي، والحقيقة أن المطرب (كاذب)، ولايعرف شيئاً من العشق لكن شركة الإنتاج أحضرت له مجموعة من الصبابا وهو اختار واحدة منهن... والحقيقة الأخرى هي أن المنتج كاذب أيضا وقد قال للمطرب: (بدي أعملك فيديو كليب يكسر الدنيا تكسير يا خي)... وحين ظهرت الأغنية، تبين أن ساعة المطرب (الرولكس) ظهرت أكثر من دموع الصبية.. تبين أيضا أن السيارة الكشف المستأجرة، تعاني من ضربة في الجناح الأيمن.. تبين أيضا، أن المطرب قام بتبديل ملابسه لأكثر من (14) مرة في (الفيديو كليب).
نحن المشاهدون طبعا، حين نرى العمل، ونشاهد المطرب يركض خلف الصبية على شاطئ البحر أول جملة نقولها: (إخس في هالغرة مثل العنز)... ثم نبدأ بتوجيه وابل من القصف المركز على المطرب, لأن تقنية (الفيديو كليب) تتيح لك الاستمتاع بوجه وتفاصيل البنت أم ألـ(1000) دولار أكثر من الأغنية ذاتها, ولا بد من أن تتوسع تعليقاتنا على الأغنية... كأن يقول الأب مثلاً: (اقلب عن هالمايص)... ومن الممكن أن يطلق أحد الجالسين تعليقاً عن المطرب.. ويقول: (بعرفو كان ساكن بالجوفة)..
وفي النهاية يظن المطرب أنه قدم عملاً عظيماً أثرى به الموسيقى العربية، والبنت صاحبة الـ(1000) دولار ستعتقد أن أجرها كان أكبر، ولكن المنتج قام بعملية نصب منظم عليها... وستعود لعملها السابق المرتبط (بالسياح) طبعاً، والسيارة السياحية التي استأجرت.. الكل سيرفض دفع نفقات تصليح الجناح الأيمن، لأن المطرب هرب مباشرة بعد التسجيل وتركها في عهدة المنتج.
القصة في النهاية، مجرد محاولة لتقديم فن نبيل..علما أن الكذب لاعلاقة له بالفن أبدا..
السياسي الكاذب يؤدي نفس وظيفة المطرب الكاذب, يدخل في تصوير (فيديو كليب).. ويترك وطنا مضروباً، في عهدتنا ويهرب... وعلينا أن نسأل من سيتحمل تكاليف الإصلاح..
[email protected]