م. فواز الحموري
يتم التداول حاليا مصطلح مستفز ألا وهو «الأردن الجديد»؛ فالأردن هو الحديث بالإنجازات والطموحات وتفاصيل المشوار في درب النهضة والنمو والتطور والثبات على الرسالة والرؤية والوضوح.
إدراج مفهوم الجديد ينطوي على كثير من المدلولات والإشارات لفرض مفهوم جديد يتناول الأردن ويمرر من خلاله ويربط التغيير وليس الإصلاح سبيلا وشرطا للنمو وإثبات الوجود.
الأردن حقيقة في الوجدان وليس جديدا أو طارئا ليتم الإشارة إليه من خلال تجارب شخصية تعتمد على أوهام وأخبار ملفقة وعناوين صحفية وإشاعات مغرضة.
أكد جلالة الملك وفي أكثر من مناسبة وحديث وتعليق ومقابلة على أن الأردن هو الأردن بكل خصوصية تجربته مع التاريخ وبكل ما يصبو إليه لمستقبل حديث وأمن للأجيال القادمة وخير الأمة الإسلامية والعربية.
المؤسف تبني بعض الأقلام لمفهوم الأردن الجديد دون إدراك لما لهذا الشعار من خطورة على المشهد وعلى مصداقية المواقف الأردنية الراسخة ورسم السياسة الداخلية والخارجية والعلاقات مع الدول كافة في العالم.
لم تتغير سياسة الأردن عبر المحطات التاريخية الفاصلة في المنطقة، أعلن الأردن ويعلن مواقفه تجاه القضايا بوضوح ودبلوماسية واحترام وثبات والأمثلة على ذلك عديدة وشاملة لما يحدث في العالم؛ بين الأردن وعبر القنوات الرسمية موقفه من السياسة الأميركية الخارجية ومن الغطرسة الإسرائيلية، ومن خوارج الأمة والإرهاب الدولي ومن تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع ومن قضايا اللجوء الإنساني وتحمل الأعباء الإضافية، ومواقفه الراسخة تجاه الوحدة العربية واحترام خصوصية وسياسات الدول ومد العون والمساعدة والخبرة وفي جميع الظروف وضمن الإمكانيات المتاحة.
تحظى قيادتنا الأردنية الهاشمية المظفرة باحترام وتقدير وثقة الدول العالمية ويرتبط الأردن بعرى الصداقة والتعاون مع الجميع، ويحظى الشعب الأردني كذلك بالترحيب في شتى بقاع العالم.
الأردن حديث ونعرفه جيدا مع تفاصيل البناء والنهضة والمعرفة والنقاء وليس الجديد الذي يتم الترويج له على أساس الطمع والاستفادة والاعتداء والاستهانة والاستقواء
مستفز هذا المصطلح ولن نرضى أبداً بتداوله؛ الأردن الحديث هو ما يسعى سيدنا إلى مشاركة الأردنيين في استشراف المستقبل والمنعة للمملكة الأردنية الهاشمية باقتدار.
لم يكن الأردن قديما ليصبح جديدا، ولن يكون إلا أصيلا على مدى التاريخ، هو الحديث وليس الجديد أبداً... عاش الأردن عاش..
[email protected]