م. فواز الحموري
نقلت صحيفة عبرية خبرا مفاده عن سيناريوهات الرد الأردني في حال تنفيذ قرار ضم الأغوار وكأنها بذلك تستدرج الأردن لإعلان تفاصيل الرد، ولكن جلالة الملك حين تطرق بوضوح وديبلوماسية وبحنكته السياسية لم يحدد طبيعة الرد ولكنه هدف إلى إثارة الموضوع لدى الرأي العام العالمي وحاول بكل جهده التأثير على السياسة الأوروبية تحديدا لتأييد الأردن في مواقفه ومؤازرة الشعب الفلسطيني للحصول على حقه الشرعي الكامل.
ليس من باب الحكمة الإعلان عما يمكن أن يفعله الأردن ولقد أعلن دولة رئيس الوزراء بوضوح عن الموقف الرسمي الرافض وكذلك فعل كل من وزير الخارجية ووزير الإعلام؛ فالقضية حتمية وواضحة ولا تحتاج إلى استعراض.
المدرسة الدبلوماسية الأردنية واضحة وثابتة تحددها الضوابط والأصول السياسية الرزينة وبروية يشهد لها التاريخ المعاصر والمواقف التي اتخذها الأردن وأثبتت انها كانت سليمة ودقيقة للاحتمالات كافة.
ردود الفعل الأردنية لم تكن عاطفية ولحظية ولكنها قواعد راسخة لقادة من الهاشميين والذي يشهد التاريخ لهم بأنهم الحكماء على مدى ما مر وحدث في العالم العربي والإسلامي والدولي ورجاحة السياسة تلك لم تكن من الفراغ ولكنها كانت بفضل شجاعة المواقف الثابتة والتي لا تقبل المساومة أو الاستفزاز.
خلال هذه الفترة الحرجة والتي تحاول السلطات الإسرائيلية الضغط بكامل قوتها على المستوى الداخلي والخارجي، علينا الانتباه والحذر من الضغط النفسي التي تمارسه وتقيض له من ضعاف النفوس والذمة ليتعاون لأجل ذلك وبشتى الوسائل الممكنة.
كثيرا ما يهاجم الأردن لمواقفه ولكنه يبقى ثابتا ومؤمنا بان ما يتخذه هو للصالح العام مهما كانت ضريبة ذلك كبيرة ومؤمنا أيضا ان التضحية لا تقاس بميزان الربح والخسارة ولكنها تقاس بالثبات على المبدأ وبيان ذلك بوضوح وبديبلوماسية وبعد نظر تماما كما يفعل جلالة الملك وعلى المستويات كافة دون التفات لضجيج الكلمات البراقة والإعلام المسموم.
الخطاب السياسي الأردني مدرسة في التوازن والدقة ولعل الأحداث من حولنا والكثير من الإضرابات في المنطقة والعالم تثبت ذلك وتدعم قيادة الأردن في التعامل مع التحديات بذكاء واقتدار للتعامل مع الأعباء وتحمل المسؤولية بالكامل.
لا يحتاج الأردن لمن يعلمه كيفية التعامل مع الملفات وخصوصا تلك الشائكة؛ لديه من القدرة والكفاءة على إدارة الأزمات كافة بتعقل ومواجهة ودون خوف أو تردد أو تأجيل.
المرحلة والظروف تستدعي الحذر وعدم مجاراة محاولات التشكيك؛ الأردن قوي ويستطيع الرد بقوة وحزم ووفق ما يريد، الأردن قادر على الرد.
[email protected]