حسين دعسة
مع تمهيد ألمانيا لرئاسة الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي في الأول من تموز يوليو المقبل، بات من المؤكد، أن تتحرك السياسة الاوروبية والدولية وفق البوصلة الألمانية، التي تجتهد نحو تغيير في صورة أوروبا وأدوارها ورؤيتها لما يحدث من هيمنة أميركية على واقع قضايا الشرق الأوسط، تحديدا القضية الفلسطينية بعد اختلاطات صفقة القرن، وغرائبية القرارات التي تمخضت عنها، فقد حدد الصهيوني المجرم رئيس الكيان الصهيوني الإسرائيلي نتانياهو الذي انهى سطوته على مصير الدولة اليهودية وفق الرغبات التي تدعمها الإدارة الأميركية منذ رئاسة ترمب الولايات المتحدة.
نتانياهو، وعلى وقع أزمات عالمية تعصف بقوة، خصوصا في أميركا، نتيجة حراك عديد الولايات ضد سياسة وعنف ترمب، عدا عن سياسته في مواجهة جائحة كورونا، وانهيار الوضع الصحي في أقوى دولة، هنا لجأ نتانياهو إلى وضع تصوراته الاجرامية وحدد الموعد الذي وعد ناخبيه للشروع في عملية ضم المستوطنات والضفة الغربية وغور الاردن، متناسيا الحقوق والمواثيق الدولية والسرعة العالمية التي ترفض الحلول الخطرة على مستقبل السلام في المنطقة والعالم.
.. المانيا–وبالتالي أوروبا الموحدة-، ترى أن سياسة العنصرية التي يكرسها الضم، تعني انهيار شكل الخرائط الجيوسياسية، ويريد نتانياهو، خلق واقع جديد، يقوض مشروع استمرار بقاء الكيان الصهيوني وينهي «اسرائيل» التي رسمها الغرب بقواه الاستعمارية.
.. مواجهة الدول الأوروبية، وألمانيا، للسياسات العدوانية الإسرائيلية في الضم، يحملها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي بدأ مؤشرات سياسية، تقرر نقلها عبر ملفات وتصورات ألمانية–أوروبية، يتضح أثرها خلال زيارة رسمية، أعلنت وسائل الإعلام الغربية والاسرائيلية انها لتحذير نتانياهو، والكيان الصهيوني، من خطورة خطط مرتقبة لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الاردن.
المثير أن القناة الإعلامية 13 الإسرائيلية قالت أن وزير خارجية ألمانيا «ماس» يصل الأربعاء، وسيحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو من أن ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية سيضر بعلاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ومصادر دبلوماسية أوروبية تأكيدهم أن» ماس «سيلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد غابي أشكينازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
.. هنا، نشير إلى أثر السياسة الاردنية إقليميا وعالميا، والتي تقترن بإرادة صلبة ورؤية واضحة المعالم، يؤكدها ويعمل عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، معلنا الموقف الأردني الهاشمي، الصلب والمعلن من السياسات الإسرائيلية اتحادية الجانب، التي تهدم كل العملية السلمية وحل الدولتين، إضافة إلى الدعم الأردني الهاشمي لحقوق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس الشرقية. إرادة الملك، استبقت حراك ألمانيا وأوروبا، عندما كشف وقائع ما يخطط له نتانياهو، وكان موقف جلالة الملك، واضحا في مقابلة أثارت الجدل بما كشفته ونشر في مجلة «ديرشبيغل» الاسبوعية الألمانية، التي تحدث الفرق في كل العالم. الملك عبدالله الثاني حدد للمجلة الألمانية مخاطر الضم فقال: «القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية.
.. وفي الإعلام الألماني، كما في الإعلام الدولي، وعبر صحافتنا واعلامنا الوطني، لفت الملك بقوة، أن المملكة: «نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط.»..
[email protected]