يحتفل الأردنيون هذه الأيام بثلاث مناسبات عزيزة على قلوبهم: ذكرى جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة الأردنية الهاشمية ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى التي قاد خلالها الهاشميون الأمة نحو التحرر وبناء مستقبل واعدٍ للشعب العربي وللأجيال القادمة.
وفي هذا السياق نتحدث عن مسيرة معطاءة وخيرة حملت معها رسالة مصطفوية وقومية لرسم آمال وتطلعات الشعوب العربية الواقعة تحت نير الاستعمار والانتداب. فالجيش الأردني كان نواة الدولة الأردنية ومنها انطلقت عملية البناء والتطوير برعاية مباركة من الملك المؤسس عبدالله بن الحسين. واليوم، ومع تولي جلالة الملك عبدالله الثاني قيادة الأمة والجيش أصبح للقوات المسلحة الأردنية مسيرة حافلة بل باتت القوات الأردنية، درع الوطن، مضرباً للمثل ومثالاً يحتذى في العطاء والإنجازات لحماية المكتسبات والبناء عليها.
في هذه الأيام نستذكر تلك اللحظات التي تسلم خلالها الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وكيف أخذ على عاتقه تطوير الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة وتسليحها وتدريبها لتكون بحق درعاً للوطن. فمنذ اليوم الأول عمل جلالته على تحسين أوضاع العاملين في القوات المسلحة العاملين والمتقاعدين لتقديره للجهود التي يبذلها أفرادها في بناء الوطن وإعلاء رايته. وكان من أبرز إنجازات القيادة الأردنية منذ العام ١٩٩٩ توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والعلمية مع الكثير من الدول الإقليمية والأجنبية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتحويل الأردن إلى مركز إقليمي للمؤتمرات. كما أن جلالته عمل على إنشاء المجلس الاقتصادي وإقامة المناطق الاقتصادية الخاصة لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وكان حلم جلالته بتحويل الأردن إلى مركز تكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط، ونحن اليوم بتنا من الدول الرائدة في هذا المجال بل إن الخبرات الأردنية يستعان بها في كافة الدول لما لها من مصداقية. وجاء إنشاء المركز الوطني لحقوق الانسان في العام ٢٠٠٢ إيماناً من جلالته بحقوق المواطنين، وفي العام ٢٠٠٤ تأسس صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية للحد من الفقر والبطالة وغيرها من الصناديق والمشاريع التي تدعم المواطن الأردني والمجتمع وتتصدى للمشاكل الاجتماعية وتسهم في تحسين مستوى التعليم ناهيك بإعلان رسالة عمان في العام ٢٠٠٤ لنشر صورة الإسلام السمح والتي سعى جلالته من خلالها إلى وضع العالم أمام واجباته الإنسانية ومواجهة التطرف والإرهاب العابرين للحدود لا سيما في هذه الظروف التي نشهد فيها آفات اقتصادية واجتماعية وصحية ضربت أكثر الدول تقدماً اقتصادياً وتكنولوجياً.
وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لكل فرد من أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي عملت على حماية المواطنين ومكتسباتهم وما زالت تعمل على حماية أرواحهم في ظل جائحة كورونا التي تسببت بخسائر اقتصادية وصحية وبشرية كبيرة لكل دول العالم.
هنيئاً للأردنيين قيادتهم وجيشهم وأجهزتهم الأمنية التي عملت على مدار الساعة دون كلل أو ملل لراحة الشعب الأردني وخدمته رغم شح الإمكانات وصعوبة الأوضاع الاقتصادية. وفي الختام، أهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني بعيد جلوسه على العرش وأدام الله أيامناً افراحاً وأبعد عنا السوء.