عوّل العديد منّا على أنّ تجربة الحَجْر التي عشناها، وما رافقها من تجارب ومشاهد سارّة وغير سارة وتوعية وتحذير مُكثّفين، ستُحدث تغييراً في سلوكنا بعد الحجر.
فلقد وجدنا أن العديد من العادات التي يُمارسها البعض، مثل المصافحة بمناسبة وبدون مناسبة والتقبيل المبالغ فيه والتناوب على الشرب من فنجان القهوة أوكوب الماء إضافة إلى التزاحم الجسدي غير المبرر في المناسبات أو المحالّ، هي عادات سلبية ليس في ظروف الجائحة فحسب بل في الظروف العادية كذلك.
ومن هنا توقّعنا أنه بمجرد أن يأتي الفرج، بعد فترة حجر مؤلمة ومُكلفة بكل ما في الكلمتين من معانٍ، ويعود الناس إلى الحياة الطبيعية تدريجياً سيكون هنالك نقلة ملحوظة في سلوك الأفراد في الأماكن العامّة، سيّما وأننا تعاملنا مع الجائحة بنجاح، وأنّه لا بد من البناء على ذلك بنجاح مشابه بعد العودة للحياة الطبيعية.
فكيف كان سلوكنا في مرحلة العودة التدريجية للحياة الطبيعية؟
بالطبع الكل يحكم حسب تجربته، ومن زاويته.
وبناءً على ما شاهدنا وشهدناه، نجد أن الكثير منه إيجابي وبعضه سلبي. والأخير، مع الأسف، أكثر وقعاً وأعمق أثراً.
تجد العديد من الأفراد ملتزمين بارتداء الكمّامات والقفازات في الشارع والحارة والبقالة والنقل العام ومكان العمل.
كما تجدهم يحافظون على التباعد الجسدي، ويحرصون على التعامل مع الآخرين بأدب جمّ، ويلتزمون في أثناء القيادة بقواعد المرور واحترام المشاة.
بيد أن بعضهم يتصرف تصرفاً معاكساً تماماً: يقود سيارته بعصبية واستهتار، ويخالف نظام الزوجي والفردي بأعصاب باردة، ويدخل المحال ليشتري منها دون كمّامة أو قفاز؛ ويتنقل بين الناس ويزاحم وكأنه لم يسمع شيئاً عن قواعد التباعد الجسدي وأخطار كورونا.
لا بل إن هنالك من خرج من الحجر بكل ما أوتي من أنانية وغلظة وفظاظة وتنمُّر وتطاول وعنفوان، فعاد للتجمهر على قارعة الطريق للمزاح الفج وتبادل السجائر والتدافع الجسدي، وتنظيم الحفلات وحلقات الدّبكة وإقامة الولائم، غير آبه بأي إرشادات أو تعليمات أو قوانين.
وهنالك مشاهد وشواهد كثيرة لا تسرّ قط، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للانضباط والالتزام حيث لم نتخط مرحلة الخطر بعد؛ وحيث ما زال مصيرنا كمجتمع ودولة معتمداً على مقدار التزامنا.
المبدأ هنا أن الأغلبية دوماً تلتزم، ودوماً تنضبط، وتتقيد بالتعليمات والأصول. والعلّة دوماً في القلّة غير المنضبطة وغير الملتزمة؛ القلّة المستهترة التي تختطف المشهد فتفسد الأجواء وتفشل النجاح.
وهؤلاء هم سبب البلاء.
قلنا دائماً إنّ القضية هي قضية تربية؛ ومن هنا فلا بدّ من أن تتصدى لها مؤسساتنا التربوية، تجعلها أولوية أولى وتتعامل معها بكل ما أوتيت من قوة، فمن خلالها يتم صقل العادات الحميدة وصناعة السلوك الإيجابي الذي لم تفلح الأُسر بصناعته.
ويصاحب ذلك تطبيق القانون بكل حزم وبلا اسثناءات لأي كان.
وبعد، فالصورة الكلية مشرقة، لكن بعض الجزيئات قاتمة ومقلقة ولا بد من فعل شيء حاسم إزاءها؛ ولم نفلح للآن بفعل المطلوب على هذا البعد.
فلقد وجدنا أن العديد من العادات التي يُمارسها البعض، مثل المصافحة بمناسبة وبدون مناسبة والتقبيل المبالغ فيه والتناوب على الشرب من فنجان القهوة أوكوب الماء إضافة إلى التزاحم الجسدي غير المبرر في المناسبات أو المحالّ، هي عادات سلبية ليس في ظروف الجائحة فحسب بل في الظروف العادية كذلك.
ومن هنا توقّعنا أنه بمجرد أن يأتي الفرج، بعد فترة حجر مؤلمة ومُكلفة بكل ما في الكلمتين من معانٍ، ويعود الناس إلى الحياة الطبيعية تدريجياً سيكون هنالك نقلة ملحوظة في سلوك الأفراد في الأماكن العامّة، سيّما وأننا تعاملنا مع الجائحة بنجاح، وأنّه لا بد من البناء على ذلك بنجاح مشابه بعد العودة للحياة الطبيعية.
فكيف كان سلوكنا في مرحلة العودة التدريجية للحياة الطبيعية؟
بالطبع الكل يحكم حسب تجربته، ومن زاويته.
وبناءً على ما شاهدنا وشهدناه، نجد أن الكثير منه إيجابي وبعضه سلبي. والأخير، مع الأسف، أكثر وقعاً وأعمق أثراً.
تجد العديد من الأفراد ملتزمين بارتداء الكمّامات والقفازات في الشارع والحارة والبقالة والنقل العام ومكان العمل.
كما تجدهم يحافظون على التباعد الجسدي، ويحرصون على التعامل مع الآخرين بأدب جمّ، ويلتزمون في أثناء القيادة بقواعد المرور واحترام المشاة.
بيد أن بعضهم يتصرف تصرفاً معاكساً تماماً: يقود سيارته بعصبية واستهتار، ويخالف نظام الزوجي والفردي بأعصاب باردة، ويدخل المحال ليشتري منها دون كمّامة أو قفاز؛ ويتنقل بين الناس ويزاحم وكأنه لم يسمع شيئاً عن قواعد التباعد الجسدي وأخطار كورونا.
لا بل إن هنالك من خرج من الحجر بكل ما أوتي من أنانية وغلظة وفظاظة وتنمُّر وتطاول وعنفوان، فعاد للتجمهر على قارعة الطريق للمزاح الفج وتبادل السجائر والتدافع الجسدي، وتنظيم الحفلات وحلقات الدّبكة وإقامة الولائم، غير آبه بأي إرشادات أو تعليمات أو قوانين.
وهنالك مشاهد وشواهد كثيرة لا تسرّ قط، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للانضباط والالتزام حيث لم نتخط مرحلة الخطر بعد؛ وحيث ما زال مصيرنا كمجتمع ودولة معتمداً على مقدار التزامنا.
المبدأ هنا أن الأغلبية دوماً تلتزم، ودوماً تنضبط، وتتقيد بالتعليمات والأصول. والعلّة دوماً في القلّة غير المنضبطة وغير الملتزمة؛ القلّة المستهترة التي تختطف المشهد فتفسد الأجواء وتفشل النجاح.
وهؤلاء هم سبب البلاء.
قلنا دائماً إنّ القضية هي قضية تربية؛ ومن هنا فلا بدّ من أن تتصدى لها مؤسساتنا التربوية، تجعلها أولوية أولى وتتعامل معها بكل ما أوتيت من قوة، فمن خلالها يتم صقل العادات الحميدة وصناعة السلوك الإيجابي الذي لم تفلح الأُسر بصناعته.
ويصاحب ذلك تطبيق القانون بكل حزم وبلا اسثناءات لأي كان.
وبعد، فالصورة الكلية مشرقة، لكن بعض الجزيئات قاتمة ومقلقة ولا بد من فعل شيء حاسم إزاءها؛ ولم نفلح للآن بفعل المطلوب على هذا البعد.