خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حتى لا نخسر الرهان نهائيا

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل
قلت في مقال سابق أن الخطر الحقيقي الذي يواجه مجتمعنا هو غياب الوعي حيث كشفت طريقة تعامل الكثيرين منا مع جائحة فيروس كورونا صور كثيرة لهذا الغياب، وهو الأمر الذي سبق وأن حذرت منه عندما كتبت في بداية أزمة كورونا عبر صفحتي على موقع تويتر ما نصه: "لايجوز المراهنة كثيرا على وعي الشعب الأردني، في مواجهة فيروس كورونا حتى لا يكون ذلك مدخلا للتراخي".

لقد كان هذا الذى كتبته تحذيرا مبكرا من عواقب الإفراط بالمراهنة على وعي المقيمين على الأراضي الأردنية، وعلى مدى استجابتهم للإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة الأردنية، للوقاية من هذه الجائحة، على اعتبار أننا شعب واع، دون أن يلتفت المراهنون إلى حجم التغيرات التي طرأت على مستوى الوعي والالتزام لدى أفراد المجتمع الأردني، وحجم الجهود التي بذلت لهز ثقة الأردنيين بدولتهم، مما أدى إلى فقدانهم للكثير من المزايا الإيجابية التي كانت تميزهم، وأولها الانضباط والتقيد بالقانون واحترامه، وبالتالي الاستماع إلى ما يقوله المكلفون بتنفيذه من مسؤولين في الدولة، على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات، وهو ماظهر عكسه في الكثير من محطات الحرب على فيروس كورونا، كصور التدافع على مراكز التموين، وحجم الخروقات لحظر التجول، وغيرها من إجراءات الحكومة وقراراتها، التي هدفت إلى حماية الوطن والمواطنين، الذين أظهر الكثيرين منهم استهتارا، يدل على حجم انهيار الوعي في مجتمعنا، مما لايجوز الرهان عليه في مواجهة الأزمات من جهة، وضرورةالعمل على إعادة بناء منظومة الوعي الوطني حماية للجميع من جهة أخرى.

إن أول الخطوات المطلوبة لإعادة هذا البناء، هو أن نعترف بالحقائق مهما كانت مريرة،لأن ذلك هو المدخل الطبيعي والوحيد لحسن التشخيص ودقته، وهذا أول الدواء، يلي ذلك أننا ركزنا في السنوات الأخيرة على احتياجات معدة المواطن، وأهملنا بناءه الوجداني والمسلكي، بالتزامن مع تركيز الكثير من الجهات العاملة في الإقطاع الأهلي على تحريض المواطن للمطالبة بحقوقه دون الالتفات إلى واجباته، مما أحدث خللا في معادلة الحقوق والواجبات في المجتمع الأردني، وفي العلاقة بين المواطن والدولة، وكذلك بين الفرد والمجتمع، فسيطرت روح الغنيمة وتراجعت روح العطاء والإيثار، مما نشهد صوره تطاحنا في المخابز والمتاجرة ،في كل ظرف استثنائي نمر به، حتى لو كان مجرد منخفض جوي. وقد قدم سلوكنا وما زال أثناء أزمة كورونا برهانا ساطعا على هذا الحقيقة المرة. فكيف وصلنا إلى هنا ولماذا ؟ اسئلة لابد من إعمال العقل فيها حتى لا نخسر الرهان نهائيا.. وللحديث بقية.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF