في العودة إلى تاريخ اليهود في الكويت واستنادا للباحث الأردني الزميل حمزة عليان في كتابه (اليهود في الكويت – وقائع واحداث) سنجد أن اليهود لعبوا دورا اساسيا في بنية اقتصاد الكويت منذ العشرينيات من القرن الماضي وسنجد انهم تمتعوا بالحرية الدينية الكاملة، كما تمتعوا بحظوة القرب من شيوخ الكويت، ولم يات الباحث على ذكر آية أحداث تدلل على فرضية أن هجرتهم كانت بسبب الاضطهاد المجتمعي أو الديني، بل على العكس فقد كان لهم 'كنيس' للعبادة وكانوا يمارسون شعائرهم الدينية والاحتفال بمناسباتهم الاجتماعية بحرية كاملة، وسكنوا في منطقة 'شرق' الساحلية بحي يسمى 'فريج اليهود'، وبرعوا في مجال التجارة وكان من أبرز الاسماء التي لمعت في التجارة 'الأخوان خضوري'، وعزرا أمير في تجارة السيارات وكان وكيلا لسيارات شفروليه، بويك وجي.أم.سي، والأخوان إبراهيم وشفيق عدس وكلاء سيارات فورد بالإضافة إلى تاجر اللحوم 'عزرا علفي' وتاجر البقالة صالح ساسون محلب، ومنشي إلياهو صاحب أول محل صرافة، وغيرها من الاسماء في قطاعات اخرى مثل الذهب واللؤلؤ والنفط والكهرباء.
لا يوجد ما يثبت أن هجرة اليهود من الكويت كانت بسبب الاضطهاد بل المُثبت أن الهجرة كانت لأسباب اقتصادية وتحديدا الهجرة باتجاه العراق وذلك بعد الخسائر المادية الكبيرة الذي تسببت بها الامطار الغزيرة والتي استمر هطولها لمدة أسبوع متواصل مما تسبب بكارثة للتجار وتحديدا اليهود منهم والتي سميت 'سنة الهدامة' في 8 / 12 / 1934 بالاضافة إلى الضرر الذي لحق بتجارتهم بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته بريطانيا على الإمارة بسبب سياسة الشيخ سالم المبارك الصباح الموالية للدولة العثمانية، مما أدى إلى هجرة الاغلبية منهم إلى العراق الذي كان يعيش ازدهارا كبيرا في ظل الحكم الهاشمي وانتهاجه سياسة التسامح والمساواة والتي كان من أبرز عناوينها التاريخية تعيين الملك فيصل الأول لليهودي 'ساسون حزقيل' كاول وزير مالية في تاريخ العراق عام 1921.
'ام هارون' مسلسل اقتحم 'رمضان' بلا اي مسوغ وحاول إعادة إنتاج التاريخ بصورة مصطنعة لخدمة فرضية تاريخية كاذبة فيها تجن على الكويت وأهلها وتسامحهم.
Rajatalab5@gmail.com