بموازاة ما قدمته القيادة الأردنية على المستوى المحلي والنموذج المشهود الذي تحقق وتجلى من خلاله الجوهر الحقيقي للأردن قائداً وشعباً بما جعله يحصل على نصيب من الإشادات العالمية التي أتت من الدول والمنظمات الدولية والإعلام المستقل ومنصات التواصل الاجتماعي، يظهر جلياً أن الطروحات التي قدمها الملك على المستوى العالمي استطاعت أن تحرك كثيراً من التطلعات العالمية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، للبحث في نظام عالمي وإقليمي يستطيع أن يستوعب الدروس التي تعلمتها الإنسانية من محنة الوباء.
تؤكد التحركات الملكية كذلك على النهج الحكيم في مواجهة هذه الظروف الاستثنئاية على المستوى التاريخي، وتتسق مع صوت العقل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية التي دعت إلى التمهل في إعلان النصر على الفيروس، وتظهر مدى الانفتاح الأردني على التحول إلى أحد أقطاب البحث في منظومة عالمية جديدة تركز على التعاون والتعاضد في مواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية حالياً وفي المستقبل القريب.
يلاحظ في وسط الجهود الملكية على المستوى الدولي التركيز على البعد العربي في الاتصالات خلال الفترة الأخيرة، حيث أظهرت الأزمة الأخيرة ما كان الأردن ينادي به في جميع الظروف من ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، حيث كشفت الأزمة الحالية عن طبيعة التحالفات الدولية ومدى أهمية وجود مجموعة عمل عربي تستطيع أن تستثمر نقاط القوة التي تحوزها الدول العربية وأن تجابه بفعالية نقاط الضعف التي تمتلك الدول العربية الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهتها.
يتوقع أن يحفز الوباء في المرحلة القادمة التي ستتراجع خلالها التهديدات الصحية مراجعة شاملة على المستوى العربي سيكون الأردن جزءاً جوهرياً من خلال ما يحوزه من ثقة ومصداقية على مستوى قيادته وشعبه في حرصه على الأمة العربية والإنسانية جمعاء، وذلك ليتحقق ما تحدث عنه الملك مع نخبة القادة العالميين الذين تحدثوا عن مستوى جديد من التعاون العالمي وفهم مختلف للمسؤولية تجاه عالم المستقبل وتحدياته.
