خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العمل على جبهتين

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة باستطاعتنا القول إنّ الجائحة الآن، لا بل منذ بدايتها، تحت السيطرة، وذلك بفضل جهود الدولة ومؤسساتها المتميزة.

فأرقام الإصابات ما زالت ضمن المعقول مقارنة بالدول الأخرى، وهي في تناقص بسبب المتابعة الحثيثة من الجهات المعنيّة وبسبب حالات الشفاء.

هذا لا يعني أن نتساهل أو نتهاون أو نُفرّط بأي من الإجراءات الحازمة سواء المتعلقة بالحظر أو التعقيم أو التباعد الجسدي.

لا بل، على العكس تماماً، كلّما قلّت الحالات وأُحكمت السيطرة كلّما وجب الحرص أكثر على تطبيق القواعد الصحيّة وتنفيذ متطلبات السلامة، حتى تبقى الحالات في حدودها الدنيا وحتى نُصفِّرها قريباً بإذن الله، ويأتي الفرج.

وندرك إداركاً راسخاً أنّ أي إهمال أو تراخٍ قد يُطلق العنان للجائحة من جديد، فتتضاعف الحالات وربما تخرج عن نطاق السيطرة؛ لا بل إن حالة واحدة تفلت قد تتسبب في عشرات الحالات الجديدة، كما يتضح من أولئك الذين لم يلتزموا بالحجر فتسببوا في عدوى غيرهم وفي تبديد جهود الدولة وأموالها وإطالة أمد الحجر.

بيد أننا نقول إن الأمر تحت السيطرة، وهو كذلك فعلاً، للتدليل ليس فقط على أهمية إجراءات الحجر، بل كذلك على أهمية التخفيف من بعض أبعاد الحجر لتمكين بعض الناس وبعض القطاعات من أداء العمل الذي يُلبّي متطلبات شرائح عديدة في المجتمع من احتياجات وخدمات باتت ضرورية وملحّة بعد شهر من الحجر، ولتمكين بعض الشرائح التي لا يتوافر لها دخل مستدام من كسب عيشها.

هنالك حاجتان أساسيتان للأفراد في الظروف الاستثنائية الحالية لا بد من العناية بهما مجتمعتين، بالتوازي لا بالتوالي: ونقصد بذلك حاجات الصحة وحاجات القوت اليومي.

صحيّاً، أذرع الدولة تعمل بقدرة وكفاءة عزّ نظيرهما.

أما فيما يتعلق بقوت الناس وباحتياجاتهم المالية، فلا بد للدولة الآن من أن تُكرّس وقتاً وجهداً جادين لهما، لأن العديد من الناس والعديد من القطاعات بحاجة إلى مواصلة العمل الذي أوقف قسراً بسبب الجائحة.

والحكومة قد بدأت بوضع الخطط للتخفيف من الإغلاق وتمكين بعض الأفراد والقطاعات من العمل، بحرص وحذر.

بيد أننا نُسلّط الضوء على هذا البعد لحثّ الحكومة على مزيد من التفكير والجهود والخطط المحكمة بهذا الاتجاه، ذلك أن القوت للبعض، وبالذات لمعظم من هم ليسوا موظفين في القطاع العام وبالتالي ليس لهم دخول ثابتة، بأهمية الصحة.

وكلّما طال أمد تعليق الدوام وتعليق الأعمال، كلّما تعاظمت أهمية فتح نوافذ الفرج للناس فيما يخص العمل، بتخطيط دقيق وقواعد صارمة لضمان مبدأ السلامة.

إذاً، صحة الناس، وصحة المجتمع مهمة جداً، وهي أولوية. ومن هنا يأتي تقبّلنا واحترامنا لإجراءات الدولة الصارمة.

بيد أن قوت الناس وعيشهم، مهمّان جداً وأولوية كذلك، إضافة إلى أهميّة تحريك عجلة الاقتصاد. ومن هنا تأتي أهمية تكريس الحكومة لمزيد من الجهد والوقت، للتخطيط لفتح العديد من طاقات الرزق وأذرع كسب القوت والعيش والانتاج.

وهنا تكمن الآن مهارة الحكومة، ويكمن التّحدي، في العمل على جبهتين: جبهة الصحة وجبهة القوت.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF