طايل الضامن
في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإتهامات التي وجهت لإدارته بأنها تهاونت في التعامل بداية مع فيروس كورونا «كوفيد19»، يواصل الإعلام وخصومه بإظهار إخفاقاته في التصدي للجائحة.
مؤتمر ترمب الصحفي اليومي لخلية الأزمة لمواجهة وباء كورونا، ما زال لغاية الآن يحظى بإهتمام عالمي عبر وسائل الاعلام المختلفة، على أمل أن يعلن زعيم الدولة العظمى عن التوصل الى دواء للوباء ينهي معاناة البشرية التي رقدت في منازلها منذ أكثر من شهر في حجر صحي عالمي غير مسبوق..!.
واضح أن تصريحات ترمب منذ تفاقم أزمة كورونا في بلاده، تعكس خلافات وتخبطا تعيشه إدارته حول التصدي باحترافية للجائحة، وتُعبّر عن فشل ذريع بين أروقتها.
وما يحبس الأنفاس، أنه في ظل هذا الفشل الكبير، وتوحش الفيروس خاصة في ولاية نيويورك، يستعد ترمب الى إعلان رفع الغلق وفتح عجلة الاقتصاد في البلاد، في مغامرة يبدو أنها ستحصد المزيد من الأرواح.
هذه المغامرة تُعبّر عن عُمق الأزمة التي يعيشها الاقتصاد الأميركي، الذي توقف منذ أسابيع ومُني بخسائر فادحة، جعلت ترمب حائراً ما بين الاستمرار بإجراءات مكافحة الفيروس وإنقاذ الاقتصاد الوطني برفع الغلق.
ما نراه اليوم، من تخبط في تصريحات ترمب سيزداد سوءاً خلال الأيام المقبلة، فإن فتح الاقتصاد وإعادة الحياة إلى طبيعتها مع انتشار الفيروس، سيزيد المسألة تعقيداً ويزيد السياسة الداخلية غموضاً..!.
فيروس كورونا – إن كان تطورا طبيعيا أو خطأ بيولوجيا أو حربا بيولوجية – فهو وباء عالمي، ولا توجد دولة مُحصّنة منه، ورحلة البحث عن لقاح أو دواء مضاد له، يجب أن لا تقتصر على دولة دون أخرى، فالمسألة أصبحت في سباق مع الزمن لإخراج البشرية من هذأ المأزق.
إن كان الناس يعقدون آمالهم على كفاءة علماء أميركا وأطبائهم في التوصل إلى علاج بفترة زمنية قريبة، يبدو أن أُمنياتهم ستتبدد في ظل ما يسمعونه ويتابعونه من نتائج كارثية للفيروس هناك، وستكون أميركا–رغم ما اشبعتنا هوليود من أفلام جعلت كل ما هو أميركي أسطورة–غير قادرة على مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة وبدأ يحصد أرواح آلاف الأميركيين دون توقف.
على العالم اليوم، أن يقف الى جانب الشعب الاميركي الذي يمر بمحنة حقيقية بعد أن سجل أكثر من نصف مليون إصابة وأكثر من عشرين ألف وفاة، وأن يقدم له المساعدات الطارئة من مستلزمات طبية ضرورية، في ظل عجز إدارة ترمب عن توفيرها.
ما صنعته إدارة ترمب من سوء تعامل مع الجائحة وتخبطها في التصريحات، أفقد الناس الثقة بقدرة الولايات المتحدة على التوصل الى دواء للفيروس وأظهر عجزها أمام العالم..!.
إلا أن سرعة انتشار الفيروس، وعدم التوصل الى دواء له لغاية الآن، جعل منه جائحة خطرة على المجتمعات الإنسانية، عجزت دول عظمى وتهاوت أمامه، يحتاج الى تظافر كل جهد علمي عالمي حقيقي دون تأخير.