خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نجاح استثنائي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

تعليق الدراسة في الجامعات بسبب جائحة كورونا أجبرها على استخدام نظام بديل للتعليم.

فجأة تحولت الجامعات التي ساد فيها لعقود الأسلوب القائم على التفاعل وجهاً لوجه بين المدرّس والطلبة في القاعة إلى تعليم افتراضي لم يعتده الكثيرون.

والسؤال المطروح: هل نجح النظام البديل في تحقيق المرجو؟

والإجابة هي نعم، ونعم كبيرة.

نقطتان نُبرزهما حتى تكون الإجابة دالّة، وحتى يُدرك الناس لمَ نقول أننا نجحنا.

أولاً، مع أن التحول حدث فجأة، إلاّ أن النظام نفسه كان مألوفاً للجامعات، في استراتيجياتها وأدبياتها وبعض ممارساتها.

لنأخذ الجامعة الأردنية مثالاً وهي الأقدم والأكبر. في بداية الألفية أنشأت كلية كاملة للتكنولوجيا، كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، ومهمتها قيادة التحول إلى النظام البديل.

وتسمية الكلية باسم جلالة الملك لم تأت من فراغ، بل تزامنت مع الحملة التي أطلقها جلالته في حينه لنشر ثقافة تكنولوجيا المعلومات؛ وهذه خطوة استباقية تُسجّل لجلالته وتُسجّل للدولة.

كما أنشأت الجامعة آنئذ أكبر قاعة حاسوب في المملكة، وربما في الإقليم، للمساهمة في إدماج التكنولوجيا في التعليم والتقييم: Student.com.

وإضافة إلى مركز الحاسوب الفاعل لفترة طويلة، أنشات عام 2017 مركز المصادر التعليمية المفتوحة والتعلم المدمج في الوقت الذي أنشأت فيه الوزارة مركزاً وطنياً للتعليم الإلكتروني، كما أنشأت مراكز مماثلة عدة جامعات أخرى.

وفي عام 2019 أطلقت الجامعة مبادرة الحرم الذكي وجعلت نظام التعلم المدمج، الذي يجمع بين اللقاءات الصفية المباشرة والتعلم الإلكتروني، جزءاً منها بهدف التوسع فيه وفي التعلم الإلكتروني الذي مارسه العديد من المدرسين منذ مدة.

النقطة الأولى إذاً تتلخص في أن خطوات عديدة، ومن بينها البنية التحتية الجاهزة، ساهمت في إنجاح التحول.

ثانياً، يجب أن يؤخذ في الحكم على التجربة أنها تمّت في ظروف استثنائية. في الظروف الطبيعية يأخذ التحول للتعليم الألكتروني وقتاً وجهداً كبيرين لأن الكثير مطلوب عمله: تدريب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس على التكنولوجيا وعلى طرق استخدامها؛ إعداد المحتوى التعليمي الملائم؛ أعمال الرصد والمتابعة والتقييم والتقويم. وكل هذا يأخذ وقتاً.

ومع ذلك في غضون أسبوعين أو أقل تم التحوّل السريع والتكيّف مع النظام والبدء بالتدريس الفاعل.

لنفكّر: جامعة مثل الجامعة الأردنية فيها 50000 طالب و 1600 عضو هيئة تدريس تكون في نهاية الأسبوع الأول قد تأكدت من أن طلبتها على تواصل مع مدرسيهم إلكترونيا، وفي نهاية الثاني صفرّت جميع العقبات والعوائق الرئيسة، وفي الثالث شرعت في تمتين العملية وتجويدها، ليس بالإنجاز الذي يستهان به.

ولا أشك في أن القصة ذاتها تنسحب على الجامعات الشقيقة المنضوية تحت نظام تعليمٍ عالٍ منفتح على كلّ ما هو جديد ومرن في تعامله مع التحديات.

ولعمري فإن التحول من نظام إلى نظام في غضون أسبوع أو أسبوعين وتحقيق نتائج مرضية، ولا نقول كاملة، لهو أمر ليس ناجحاً فقط بل ناجح نجاحاً استثنائياً.

أمّا العوائق فهي في حدودها الدنيا وتم التعامل معها بفاعلية ووضعت الحلول لما لا يمكن تنفيذه إلكترونياً.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF