خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أيها الأباء.. احذروا تأثير الكلام السلبي على أطفالكم !

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
ابواب - غدير سالم

الكلام السلبي هو مفردات يتفوه بها الاباء في حالات الانفعال كنتيجة لبعض التصرفات الصادرة عن الطفل , والتي تعطي حكما سيئا عليه. وهذه الكلمات لا تمر على مسامعه بسهولة، بل انها تؤثر بشكل مبالغ فيه على شخصيته وصورته الذاتية. فمن خلال التجارب أثبت أن الكلام السلبي من أكثر مسببات الانحراف عند الأطفال.

فإذا كان الطفل يتردد على مسامعه لفظ «أنت غبي» بشكل متكرر ممن حوله، فثق وتأكد من أن هذا الطفل سينشأ غبياً، لا يثق فى ذكائه ولا يحاول استخدامه إيماناً منه لما كان يسمعه منذ صغره. فالكلمة التى تنطق بها، عليك أن تحسب مدى تأثيرها على الصحة النفسية لمتلقيها، حتى لا تصنع من كلماتك أطفالاً مشوهين.

ويقول أخصائي الصحة النفسية الدكتور عمار التميمي :«الكلمة الطيبة صدقة والكلام الإيجابي وقعه على النفس كالبلسم يداوي القلوب،والعكس صحيح فالكلام السلبي وقعه سيء على النفس ويؤثر على الشخصية ويهز توازنها».

ويتابع :«ومن المعروف أن تأثير الكلام على سلوك الإنسان تأثير قوي فالكلام ناتج من الأفكار، فأفكارنا نحن من نحولها ونصبها على شكل كلام، فإذا كان الكلام فيه محتوى إيجابي فستكون النتائج على السلوك والمشاعر وحتى الجسد سليمة، بينما إذا كان وقع هذه الكلمات على النفس سلبي لا شك أنها ستؤثر في السلوك والمشاعر وحتى على الجسد بشكل سلبي».

ويرى التميمي أن :«تـأثير الكلام السلبي إذا كان بشكل متكرر يصبح نوعا من التنمر، فأحد أشكال التنمر هو التنمر اللفظي كالمعايرة أو اتهام الشخص بكلمات وألقاب تؤثر في ثقته بنفسه وشخصيته فيما بعد، ولا شك أن أساس ومنبع هذه الأفكار التي يستقيها الفرد هي من التربية والأسرة».

ويضيف :«فكثير من الأهل أثناء عملية التربية يوجهون أبناءهم بكلمات مباشرة وقاسية والهدف من وجهة نظرهم التأديب والتربية، ولكن إذا لم يراعوا المحتوى وتأثير هذه الكلمات على الشخصية سيكون لها آثار سلبية تؤثر في شخصية الطفل حتى عندما يكبر، فكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية تكيفية أحد العوامل الرئيسية لهذه المشاكل هو الكلام السلبي أو الإساءات اللفظية التي كانوا يتعرضون لها سواء من الأهل أو الأصدقاء».

ويبين التميمي أنه :«نسمع أن كثيرا من الأشخاص أقدموا على الانتحار بسبب التنمر والكلام السلبي ومعايرتهم بنقص جسدي أو بأي شيء يشعر هذا الشخص بأنه أقل من الآخرين ويؤثر على ثقته بنفسه وعلى تكيفه فيتسلل الشعور لدى الشخص بأنه كذلك فعلاً ويشعر بأنه لا قيمة لحياته فيقدم على الانتحار».

وينوه التميمي :«لا بد أن نوجه رسالة تربوية للأم والأب وللمعلمين أو لأي شخص يقع في مكان رعاية أو لديه نشء، أنه لا بد من انتقاء الكلمات ومراقبة السلوك اللفظي لأن له تأثير على شخصية الأبناء فإذا كان إيجابيا سيقود إلى أمور إيجابية تنعكس إيجاباً على الشخص، والعكس صحيح إذا كان سلباً سيؤثر بشكل سلبي على الشخصية وعلى التوافق وعلى اندماج الطفل في مجتمعه وبيئته، ويؤثر في المحصلة على انتاجيته وقد يصبح عرضة أكثر من غيره للإصابة في المشكلات النفسية والإضطرابات التكيفية فيما بعد في حياته».

وتقول الاستشارية التربوية والأسرية رولا خلف: «تعد الأسرة هي المكان الآمن والأول التي ينشأ فيها الطفل ويكتسب من خلالها معايير الخطأ والصواب، ولكن كيف إذا تحولت هذه المؤسسة إلى ساحة لممارسة مختلف أنواع العنف ومنه استخدام الكلمات السلبية من قبل الأهل في التعامل مع أبنائهم مما يؤدي إلى الإساءة في المعاملة ويسبب جرحا داخليا لا أحد يعلم به إلا الطفل نفسه وينتج عنه شخصية سلبية وعنيفة في المستقبل».

وتضيف :«فعلى الأهل ضرورة تجنب التلفظ بالكلمات القاسية على الطفل،وتعزيز السلوك الحسن فيه لما له من انعكاس على نموه السليم وعلى شخصيته بحيث ينشأ جيل غير صالح ويؤثر على غيره بنفس الطريقة، فمثلاً إطلاق أسماء على الطفل واستخدام لغة سيئة وانتقاده باستمرار وشعوره بأنه مهدد ومرفوض بسبب استخدام كلمات السخرية والاساءة اللفظية منذ الطفولة ستترك أثرا داخله كلما كبر في العمر».

وتتابع :«فتؤدي هذه الإساءة إلى تدني مستوى الذات وعدم الثقة بالنفس وينعكس عليه بأمراض ومظاهر نفسية مثل إيذاء نفسه أو تعرضه للاكتئاب والقلق بالإضافة إلى مص الأصابع أو التبول اللاإرادي والتأخر الدراسي، وشعوره المتكرر بعدم القدرة على تحمل المسؤولية والشعور بالضعف فيصبح معزولا اجتماعياً، بالإضافة إلى تعطيل طاقات الإبداع والابتكار لديه، والصراع الداخلي والأحلام المزعجة،. فكثير من الأهل يقومون بإطلاق كلمات سيئة جداً على أولادهم وإشعارهم بالفشل والإهانة بدلاً من دعمهم وإعطائهم الأمل والحماس والإيجابية في مواجهة اي مشكلة حتى لو كانت بسيطة».

وترى خلف أنه :«أثبتت الدراسات أن أشكال الإساءة اللفظية يتبعها عادة إهمال عاطفي كما أن الإساءة اللفظية مرتبطة بشكل عال مع الإساءة البدنية، كما أنها تزداد أو تنقص باختلاف متغيرات معينة تتعلق بالأسرة كالتنشئة الاجتماعية التي نشأ عليها الوالدان بما يسيئون لأطفالهم لأنهم تعرضوا لنفس الطريقة أو البيئة الاجتماعية والاقتصادية وأمور أخرى تزيد من حدة المشكلة».

واضافت خلف:«أشارت النتائج إلى وجود ارتباط إيجابي مرتفع بين شكل الإساءة اللفظية أو البدنية التي تعرض لها الأبوان من قبل أبائهم سابقاً مع شكل إساءتهم لأطفالهم في الوقت الحاضر،فالإساءة اللفظية أكثر ضرراً من البدنية لأنها تترك أثرا نفسيا على الطفل وترافقه طوال حياته، فيصبح منطويا على نفسه وعدوانيا ويؤثر على نموه العقلي وأحيانا يردد نفس الكلمات في محيطه سواء المدرسي أو المجتمعي».

وتنوه خلف :«أعتقد أن الأهل غير القادرين على توجيه سلوك أبنائهم بطريقة الحوار والتواصل والإيجابية واحتوائهم واعطائهم العاطفة والحب والأمن هم الذين يستخدمون الكلام الجارح والتهديدات اللفظية والعبارات المؤذية التي تؤثر على أبناء تصبح شخصيتهم سلبية في المستقبل، فعلى الوالدين الانتباه لما يستخدمون من كلمات، فبدلاً من الكلمات السلبية يجب عليهم استخدام كلمات تحفيزية وتشجيعية واعطائهم الحب والتقبل والأمن والرعاية والحنان».

وقد أوصت الدراسات التربوية بضرورة تثقيف الأبوين قبل الإنجاب، وتعريفهم بأصول وقواعد التربية الصحيحة، لخلق جيل من المراهقين والشباب، يكون سوياً وخالياً من المشكلات النفسية.

كما نبهت إلى أن هناك بعض الألفاظ السيئة، التي يجب أن يتجنبها الأبوان، والمعلمون، والمعلمات وكل من هو منوط بتربية الطفل، حيث تدمر هذه الألفاظ نفسية الطفل، وتشجعه على الانحراف، وتترك أسوأ الآثار على مستقبله.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF