خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

درس مهم

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

بعد أن نجتاز أزمة وباء الكورونا الحالية بنجاح، بإذن الله، علينا أن نجلس بروية وجدية كدولة لنقيم الأمور، مركزين على الدروس المستفادة إيجاباً وسلباَ، ومسلطين الضوء على مواطن الخلل بالدرجة الأولى.

الإيجابيات والنجاحات كثيرة، لكن هنالك بعض السلبيات التي برزت والتي عقّدت الأمور وأجّلت النهاية المظفّرة، بعون الله، لمعركتنا ضد الوباء الشرس.

بيد أنني أود التركيز على إحداها والتي تتمثل في غياب الانضباط لدى عدد من الشرائح في التعامل مع بعض الحاجات والمتطلبات في ظلّ أجواء الحظر الذي فرض بهدف عزل الفيروس ووأده.

أصدرت الحكومة تعليمات وتوجيهات واضحة للمواطنين بهذا الخصوص، مع أنها كانت تفتقر إلى بعض التفاصيل في كيفية التطبيق. وهذا مثلب.

وكالعادة التزمت الأكثرية بها، وكان البعض مثالاً يحتذى به وغاية في الرّقي في القول والفعل. لكنّ عدداً لا بأس به، مع أنهم لا يشكلون سوى أقليّة في نهاية المطاف، لكنها أقلية مزعجة ومُشوِّهة ومُشوِّشة، لم يلتزم، لا بل تعدّى الحدود على نحو صارخ في بعض الأحيان.

وهؤلاء سبّبوا إشكالاً كبيراً، واختطفوا المشهد، وكانوا على وشك إجهاض كل ما قامت به الحكومة من إجراءات وإفشال خططها، لولا تدارُك الأخيرة الأمر والتعامل الفوري معه بحكمة وحزم.

المشكلة هي، كما مهّدنا أعلاه، هي مشكلة عدم انضباط.

وعدم الانضباط هذا هو من أهم نقاط الضعف في مجتمعنا ومن أهم العوامل التي تشدّنا للخلف، في الظروف الحرجة والظروف العادية.

قضية عدم الانضباط أرّقت مجتمعنا وتُؤرقه منذ عقود، وتتجسد في معظم السياقات الحياتية المتصلة بسلوك الفرد في الفضاءات العامة، كالحالة المرورية والتّنزه في الأماكن العامة ومشاهدة المباريات في الملاعب والمشاركة في مواكب الأعراس واللعب في ساحات المدارس، وغير ذلك كثير.

لِمَ لا يلتزم بعضهم بقواعد المرور رغم التوعية والتحذير المستمرين؟ ولِمَ لا يلقون القمامة في الأماكن المخصصة لها؟ ولِمَ لا يلتزم الناس بالدور؟ سنوات ونحن نتحدث عن هذه الاختلالات وهي ما زالت تراوح مكانها.

الأسباب عديدة لا ريب. لكن من أهمها عدم إعطاء الانضباط الأولوية في التنشئة أو التربية.

وهنا مربط الفرس.

لا بد، بعد مرور هذه الأزمة بإذن الله، من أن نضع الانضباط في سلم أولوياتنا ونركّز على الأمر تركيزاً مكثّفاً: في الأسرة والحضانة والروضة والمدرسة والجامعة وفي المؤسسات المجتمعية المعنية بسلوك الفرد.

القضية هي قضية تربية وتعليم بامتياز، وإذا كانت الأسرة تُقصّر في واجباتها، فالعبء يقع على عاتق المدرسة بالدرجة الأولى وعلى عاتق الدولة في تطبيق القانون بلا هوادة.

قلنا مراراً، المطلوب في الروضة أو المدرسة الابتدائية بالذات ليست المعلومة بالدرجة الأولى، وهو الحاصل عندنا، بل المهارة والسلوك. ومن أهم المهارات مهارة الانضباط، في القول والفعل وفي التعامل مع الذات والآخرين.

التربية قبل التعليم، أو على الأقل بموازاته.

درسٌ مهم نتعلّمه كلّ يوم، وتعلمناه مجدداً في هذه الأزمة. فهل نتّعظ ونحسم أمرنا؟

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF