وحين يتعاطى الشعب الأردني مع هذا الوباء القاسي، بنوع من النكتة فتلك هي إرادة الشعوب، وطريقتها في تخفيف المصاب، وتسخيف المرض.. وهي حالة ليست بالساذجة، ولا بالغبية.. على العكس من ذلك، هي طريقة من طرق الشعوب الحية في التعاطي مع الأزمات.
أحياناً تخرج بعض الأصوات الرسمية، وبعض النخب التي تمارس دور الواعظ وتنتقد الناس على إطلاقهم النكات، باعتبار أن القصة تحتاج لجدية في التعاطي معها.. وهنا تكمن الكارثة، فهم لا يعلمون أن النكتة هي وحدة لقياس مزاج الشعوب وأقوى من الدراسات واستطلاعات الرأي العام.
منذ أمس وأنا أقلب «الفيس بوك»، وربما جمعت ما يقارب الـ (100) نكتة أنتجها الشعب الأردني حول «الكورونا»، وهذا الأمر يعبر عن حالة شعبية قوية.. ولا يعبر عن انكسار الناس أو خوفهم، وهي كما قلت سابقاً وحدة من وحدات قياس.. قوة الإرادة والصلابة الشعبية.
بالمقابل لو نظرتم إلى الانتخابات الإسرائيلية، فبالرغم من أنها شهدت فوز نتانياهو إلا أنهم ذهبوا إليها، مددجين بالتعقيم، وأقاموا غرفاً لغسل الأيدي، وغرفاً خاصة معزولة لمنع العدوى... ووقف ممرض وطبيب عند كل مركز اقتراع، ودلت الحالة أنه شعب مرعوب من «الكورونا»، إلى الحد الذي جعل نسب الاقتراع متدنية جداً، وربما لو قرأت الحالة في إسرائيل لعرفت أن نجاح نتانياهو.. ساهم فيه «الكورونا» إلى حد كبير... فهم يعتقدون أن هذا الرجل قادر على قهره، باعتبار المرض عدواً من أعداء شعب الله المختار.
بالنسبة لـ «لكورونا» لدي سؤال.. يا ترى ماذا سينتج الصديق الغالي عمر العبداللات ومتعب الصقار وحسين السلمان عنه... القصة هذه المرة، لا أظنها تحتاج إلى (نشامى .. وأسود البر، طيور شلوة، وأبو عين حمرا، فوق هام السحب) القصة ليست مرتبطة بعدو ظاهري ملموس.. هي مرتبطة بفايروس.
نحتاج أغنية مرتبطة بالكوادر التمريضية، فالرهان كله معقود عليهم.. وأظنهم هم: طيور الشلوة، والصقور العالية، والنشامى.. الخ.
[email protected]
