م. فواز الحموري
لأكثر من وقت مضى واجه الأردن تحديات جسام نتيجة لظروف سياسية محيطة وظل خلالها صامدا في وجه الاخطار؛ كانت حرب الخليج الأولى والثانية وكان الربيع العربي وما حدث في البلدان المجاورة وما تبعها من احداث وهجرات ولجوء، ولكن رغم كل الصعاب، تحمل الأردن الكثير وحيدا في أحيان كثيرة وتلقى الدعم البسيط في أحيان أخرى.
وعلى الرغم من الدعم المقدم من الجهات المانحة العربية والعالمية الا ان الاحتياجات الفعلية نتيجة الازمات لم تغط الا نسبة بسيطة لم تصل في افضلها 50%، والآن وبعد مجموعة التحديات التي تواجه الأردن والضغوطات المتزايدة على الأردن داخليا وخارجيا ومع الدعم المنتظر من الدول العربية لزيادة التنسيق والتعاون والاستثمار في الأردن وتوفير فرص عمل، لا بد من الاستفادة من الانفراج في العلاقات العربية وضرورة توجيه الموقف العربي لدعم الأردن حيث ان هذا الدعم سوف يجدي نفعا لصالح الجميع ويزيد المواقف العربية قوة في رفض السيطرة الخارجية على مقدرات الشعوب العربية والاستيلاء على الثروات فيها.
نرحب بالتنسيق مع دولة قطر ودولة الكويت على وجه الخصوص فيما أبدته من عزم على توسيع نطاق الاستثمار في الأردن والاستفادة من الخبرات الأردنية في المجالات كافة.
الدعم المقدم للأردن هو ثمرة للحكمة والاتزان والثبات للموقف الأردني تجاه القضايا كافة والتي أثبت الزمن انها كانت على حق وان ردة الفعل الأردنية كانت بعيدة المدى وعقلانية بحكمها واحترامها لخصوصية الدول في تقرير مصيرها وتقدير امورها وفق ما تريد.
ظل الأردن خلال السنوات الماضية ثابتا في منطقة ساخنة ومتقلبة وضمن إقليم صعب ومعادلات أصعب وضغوطات أكثر خطورة ومؤامرات خبيثة وحراكات موجهة واشاعات عديدة وظل الشعب الأردني متماسكا وملتفا حول قيادته الهاشمية بكل قوة وفخر.
لا يمثل الدعم المقدم للأردن ثمنا أو اتفاقا على تسوية معينة ولكنه يعني حماية لمصالح الجميع ويجدي نفعا لاستقرار المنطقة بأسرها في ظل ظروف قاسية على الجميع وفي جميع الدول المحيطة من الأردن والأبعد ضمن حدود الجغرافيا والتاريخ.
السياسة والدبلوماسية الأردنية يشهد لها بتوازنها وصبرها وكسبها الجولات باقتدار.
باختصار الدعم المقدم للأردن يجدي نفعا للجميع للعيش باستقرار ومنعة وصمود.
[email protected]