م. فواز الحموري
كثيرا ما يطرح السؤال عن سبب عدم رضا المواطن عن أداء أعضاء مجلس النواب الأردني عبر الدورات المتتالية للمجلس والتي بلغت حتى الآن 18، ويكثر الحديث أيضا عن سبب الصورة الإعلامية النمطية لبعض أعضاء المجلس اثناء الجلسات وعدم التركيز على الصورة الإيجابية لدور عضو مجلس النواب الأردني ومساهماته على مستوى المجلس والقاعدة الانتخابية لعضو مجلس النواب؛ فليس من المعقول ابراز الجوانب السلبية وخصوصا بعض النقاشات بين النواب والمشادات فيما بينهم، الامر يتعدى ذلك بكثير وفيه غياب واضح عن الصوت الهادئ المتزن الرشيد.
للحق لا بد من إنصاف الجهود البرلمانية على مدار الدورات النيابية المتعاقبة ودورها في الرقابة والتشريع وفق الدستور والنظام الداخلي وضمن عمل لجان المجلس والعديد من المهام والواجبات الملقاة على عاتق مجلس النواب جنبا الى جنب مع مجلس الاعيان.
بالطبع فان العديد من الظروف والتحديات تلاحق النائب وتلزمه بالسير في إجراءات عديدة وتفاهمات وتوافقات متعددة تخدم الصالح العام وحتى المنفعة الخاصة ولكن ذلك كله ووفق عمل النائب في منطقته الانتخابية وتحت قبة البرلمان، يحتاج الى قياس الأداء العام والخاص للنائب وضمن جهة حيادية متخصصة ومن داخل مجلس الامة ومن خارجها وبشكل موثق.
الأداء النيابي هو صورة عن الأداء المجتمعي فالنائب هو ابن الشعب ومنهم وجاء من خلال صندوق الانتخاب ويحتاج إلى صقل تجربته خلال دورة مجلس النواب والعمل على تطوير متابعة الحكومة وطرق المناورة والذكاء والديبلوماسية في العمل تحت قبة البرلمان.
نفتخر ونعتز بالعديد من الرموز النيابية والتي كان لها أكبر الأثر في المجتمع وفي الحياة السياسية والبرلمانية وفي إدارة دفة أمور البلاد بشجاعة وقوة وحسن تدبير وقبول ورضا لدى المواطن وضمن احكام القانون ومما شك فيه أن تلك الرموز هي بيت خبرة ومعرفة علينا جميعا الوفاء لدورها في العطاء والبناء على مر الأجيال.
هناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت مجلس النواب وتطرقت الى المجالات السياسية من عمل المجلس ولكن المطلوب اليوم تسليط الضوء على الجوانب الفاعلة والخيرة لمجلس النواب الأردني ككل وتقييم الأداء وفق مؤشرات محددة وبمهنية عالية.
[email protected]