فهذا اليوم، يمثل علامة فارقة نستذكر فيها ما قدمه الآباء والأجداد من المتقاعدين العسكريين، الذي بذلوا زهرة أعمارهم في ميادين الحق والبطولة، وخدمةً للوطن حاملين في يديهم سلاحا يحرس ويداً تبني.
وهذه السيرة لهذه الفئة من وطننا، ليست إلا جانباً من سيرة الجيش وحملة الشعار الهاشمي الشريف وما بذلوه لأجل الأردن وفلسطين وفي ميادين الإنسانية كافة.
فالمتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى، رفدوا الوطن بأسمى معاني البذل لأجل أن يكون الأردن قادراً اليوم على صناعة نموذجه المختلف في المنطقة والعالم، والمتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى، هم الشريحة الأصدق قولاً وعملاً وهذا الكلام ليس محل خلاف بين أردنيين اثنين ذلك أنّ هذه الوجوه والملامح وتفاصيل السواعد هي التي نعرفها وتعرفها كل حبة تراب في الوطن.
فما من متقاعدٍ عسكري اليوم سواء من آبائنا أو أجدادنا إلا وصان القيم التي ترعرع عليها ليس في حياته وحده، وإنما عمّت هذه القيم أسرهم وشكلوا طبقة مميزة في تركيبة مجتمعنا الأردني.
هذه الطبقة تقدس معاني الوطنية وقيم الجندية وتختزل المعاني الأردنية في أسمى تعابيرها، وتشارك بقية الأردنيين المسيرة في نهضة الأردن الحديث.
واليوم، نستذكر ويستذكر القراء نماذج كثيرة لمتقاعدين عسكريين واصلوا درب العطاء لأجل الوطن، واستمروا يقدمون نماذج نوعية في ميادين أخرى، من ميادين العمل العام، فكان منهم رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمؤسسات الأهلية والدوائر العامة.
وهذه النماذج هي التي أسهمت في دعم مجتمعنا الأردني وقدمت الصورة المشرقة عن الأردني ومواصلته للعمل، حيث إن الأردنيين من المتقاعدين العسكريين قدموا الصورة الأبهى للإنسان الأردني القادر على صياغة وطنٍ نحتفي اليوم بمنجزه وبمقدرته على حماية المنجز وديمومته.
ونستذكر في هذا اليوم نحن أبناء المتقاعدين ما بذله أصحاب هذه السير، وأتذكر في هذا المقام والدي وهو المتقاعد العسكري الذي بقي على قيم الجندية حتى آخر ساعات حياته والذي تعلمنا منه – رحمه الله- معاني العطاء والبذل والوفاء..
وأستذكر في هذا اليوم، تلك الأيدي لوالدي أبو أنور (رحمه الله) التي شكلت الاولاد والاحفاد، وعلمنا أن الجندية شرف ووطن وأم وتراب، إلى من رسم لنا بخطاه للوطن مبدأ وعلمنا معاني الوفاء..
ونستذكر اليوم سيرتك وسيرة الطيبين ممن بذلوا لأجل الوطن، وعلى ذات العهد نحن، شيم نتوارثها، رحمهم الله..
وسيبقى المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى هم عماد مجتمعنا الأردني الصابرين القابضين على جمر الوطن الأوفياء المخلصين للعرش والتراب، فمنهم الآباء والأجداد، ومنهم خير الأردنيين الذين ما زالوا يحملون للوطن طاقة عطاءٍ ممتدة، فبوركت السواعد وكل عام وجيشنا العربي ومنتسبو اجهزتنا الأمنية بألف خير.. دام الأردن الهاشمي عزيزاً.
