م. فواز الحموري
انتقل إلى ذمة الله الأستاذ الدكتور محمد حمدان مخلفا سيرة عطرة وسمعة طيبة ورحلة من العطاء الوطني المخلص في رحاب الجامعات الأردنية والجامعات العربية والعالمية وفي المواقع التي تسلمها وحرص من خلالها على ترك بصمة واضحة وأثر طيب في النفوس.
خلال فترة الثمانينات وفي رحاب الجامعة الأردنية كان المرحوم يمارس الرياضة ويدعونا إلى جعل الرياضة ثقافة وعادة يومية لنا نحن الطلبة حينئذ، بل كان يطلب منا قبول المنافسة والتمتع بالروح الرياضية في الحياة والعمل.
كان لي شرف التعلم وعن قرب من المرحوم الأستاذ الدكتور محمد حمدان في وزارة التربية والتعليم ومن خلال اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والتي امتدت لسنوات معه وزيرا للتربية والتعليم والتعليم العالي ورئيسا للمكتب التنفيذي للجنة الوطنية والذي كنا نخجل من تواضعه الجم ورقيه في التعامل وعلمه الواسع في الإحصاء وشتى أنواع المعرفة الاخرى.
كم مرة ومن خلال ترؤس المرحوم للوفد الأردني للمؤتمر العام لليونسكو، كان رحمه الله يحرص كامل الحرص على توجيه الجميع لإعداد الملفات المطلوبة بشكل متقن ليتمكن الوفد من المناقشة والمتابعة والحصول على الدعم المطلوب من (اليونسكو) وكذلك من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) لصالح الأردن.
ذات مرة ولأكثر من موقف، كان المرحوم وحين كان المحاسب يطلب منه استلام المكافأة المالية لقاء عدد من الاجتماعات أو بدل السفرات والمياومات، كان يترك المغلف كما هو ويتبرع به لأحد العاملين معه بنفس طيبة وسليمة.
وذات صيف وقد كنت في الجامعة الهاشمية وفي مكتبه لمقابلته ومراجعته في موضوع معين، انتهى دوام ذلك اليوم وتأخر موعد مقابلته لانشغاله، اعتذر بأدب جم وطلب من مرافقي الذهاب، وما أن انتهت المقابلة حتى أصر على العودة معه وفي سيارته الخاصة إلى عمان مع ساعات المساء، وأصر خلال مسافة رحلة العودة إلى عمان تبادل الحديث برقي.
فقدنا عالماً برحيل الأستاذ الدكتور محمد حمدان (أبو أحمد) وكان ذلك اللقب العزيز على نفسه، فقدنا عالماً فريداً على مستوى الوطن وعلى مستوى العالم في تخصصه الأكاديمي الدقيق وثقافته الشاملة.
رحم الله (أبا أحمد) وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
[email protected]