م. فواز الحموري
ينام ويصحو المواطن الأردني وفي جعبته العديد من المخاوف الكبيرة على صعيده الشخصي والوطني لما سيحدث خلال الأيام القليلة والسيناريوهات القادمة وما تحمله «صفقة القرن» من تفاصيل.
سوف يكون للأردن رد واضح ودقيق مقابل ما سيطرح على العلن، ولكن نبض الشارع والبلد فيه من الوجع الكثير ومن الخوف الأكبر للأثار المترتبة على ذلك نتيجة الظروف التي يعيشها المواطن اليوم ويعاني من قسوتها الكثير وتجبره على قبول أمور عديدة لم يفكر فيها من قبل.
مع نبض البلد المتسارع والمتدفق بقوة للوصول إلى قلب الحقيقة، ومع سيل المعلومات والأحاديث والتحركات، يشعر المواطن الأردني مع شقيقه الفلسطيني ومع معاناته للوصول إلى دولته وهويته المستقلة ومشروعه للحياة الحرة الكريمة والتي دفع من اجلها الكثير عبر سنوات الصمود والتضحيات وقوافل الشهداء.
نبض البلد في الأردن وفلسطين واحد لا يقبل الضم والتهويد والاستيلاء والعبودية، وهذا النبض يرفض تماما ان يصبح المواطن في الخليل إسرائيليا بفعل الضم، أو أن تسلب الوصاية الهاشمية عن القدس، أو أن يتم ضم الغور وإلغاء الجغرافيا والتاريخ وفرض واقع جديد وكأن لا شعب على الأرض وله قلب ونبض وحياة ولن يقبل بإغراءات جديدة بعد الآن.
واضح تماماً أن المعادلات السياسية سوف تحسم الأمور وأن التوازنات سوف تعادل بين الاستسلام والقبول وبين الرفض التام والإضرار بالمصالح الخاصة بكل من الأردن وفلسطين على وجه الخصوص، بل واضح أيضاً أن ثمة اتفاقات عديدة وفقا للتوازنات سوف تفرض نفسها على أرض الواقع دون لف أو دوران.
طال الانتظار وتدفق النبض طويلاً خلال السنوات الماضية متعباً ومرهقاً تارة، واملاً وراجياً تارة أخرى لعل الجسم يتعافى بشكل سليم، ولهذا لن تكون الصفقة نهاية المطاف، بل سوف يكون النبض قوياً بإرادة الشعوب لتقرير مصيرها على أرضها وفي قلب قضيتها المقدسة.
للأردن حساباته الخاصة وكذلك لفلسطين، وللدول الأخرى معادلاتها، ولكن وبعد طول الانتظار لن يكون ثمن فرض الفرص هو البديل المناسب للجميع أو المتاح للتفاوض ضمن ملفات الحدود والضم والتوطين والتصفية، سيكون الأمر مختلفاً هذه المرة، هي لحظات وسنرى!.
[email protected]