خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

شمعة في الظلام

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة خطاب جلالة الملك الذي ألقاه في البرلمان الأوروبي قبل أيام هو خطاب لافت ومميز بكل المقاييس.

فهو، أولاً، يجدر تدريسه للطلبة على المستويين المدرسي والجامعي في مواد مهارات التواصل الفاعل والتحدث المؤثر المبني على المحتوى الرصين والإلقاء المحترف الذي يتّسم بالقوة المجردة من الانفعال والعبارة الموصلة للمعنى بأقصر الطرق ولغة الجسد المستندة إلى الهيبة والوقار.

وحرّي أن يُدرّس في مواد حقوق الإنسان والديمقراطية وعلوم السياسة.

وهو ثانياً، يضع النقط على الحروف فيما يتصل بالأخطار التي يمكن أن يشكّلها، ويشكّلها فعلاً، فرض حلّ الدولة الواحدة الذي يقوم على خلق كيان يكون فيه الفلسطينيون مجموعات سكانية مسلوبة الإرادة والحقوق، ويستمر من خلاله الكيان بارتكاب مخالفاته وجرائمه المتمثلة في سرقة الأرض وبناء المستعمرات وتجريد المسلمين والمسيحيين من حقهم في العيش بحرية وأمان في مدينتهم المقدسة، مدينة القدس.

ويلقي الخطاب، بكل حزم وجزم وعزم، باللائمة على الكيان لإدارة ظهره لكل دول المنطقة والعالم، ولخلق النزاعات والانقسامات إقليمياُ ودولياُ والضرب بعرض الحائط بكل القوانين الدولية. كما يؤكّد بصراحة وشجاعة على أن لا سلام للعالم دون سلام في الشرق الأوسط ولا سلام في الشرق الأوسط دون حل عادل ودائم وشامل للقضيّة الفلسطينية.

وهذه هي المعادلة الأساس في الرؤية الأردنية للسلام والتي يؤكد عليها جلالته في كل محفل دولي، كما أكد عليها كل ملوك بني هاشم من قبل.

وهو، ثالثاً، يضع الأصبع على الجرح عندما يشير بوضوح إلى أن المواجهة الأميركية-الإيرانية في المنطقة قد يكون لها آثار مدمرة إذا ما تطورت إلى صراع مسلح، وعندما يشير إلى أن استمرار الفشل في إحداث الاستقرار في العراق وسوريا وليبيا سيكون له عواقب وخيمة ليس على دول المنطقة وحدها بل على أوروبا نفسها والعالم.

ولعل من أهم ما نجح جلالته في إيصاله للأوروبيين، وهو يخاطبهم من منبرهم الأهم، أنهم لن يكونوا بمأمن إذا ما استمر العنف والصراع في منطقتنا واستمر الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وهو بذلك يحثهم على لعب دور أكثر فاعلية لما يتسم به الأوروبيون من فهم أكثر عمقاً لقضايا المنطقة وأكثر حيادية وعدالة من الموقف الأميركي الدائر في فلك إسرائيل.

وهو، رابعاً، يُلخّص بوضوح معضلة الشعوب، عربياً وعالمياً وإنسانياُ، مع حكوماتها وأنظمتها التي لم يفلح معظمها في توفير الفرص العادلة لمواطنيها المتطلعين لحياة أفضل، وبالذات جيل الشباب، والتي لم تنجح في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص؛ والتي لم تفعل الكثير لمنع التهجير واللجوء والتشرّد.

وهنالك أبعاد كثيرة أخرى للخطاب لا مجال لذكرها هنا. بيد أن أكثر ما يُميزه، في تقديرنا، أنه خطاب تاريخي بمستوى الخطابات الخالدة لأبراهام لينكولن ومارتن لوثر كنغ ومهاتما غاندي وغيرهم، في مضامينه المبنية على الرؤية العميقة والتحليل الدقيق والطروحات الإنسانية النبيلة التي تأخذ مصلحة الجميع بعين الاعتبار لا مصلحة طرف واحد أناني عنصري مغتصب.

وهو مُميز في نبرته وخاتمته التي تُحيي في النفس الأمل وتحض على اجتراح الحلول بدلاً من الاستسلام للواقع المحبط.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF