بلال حسن التل
كان من المفترض أن أرسل هذا المقال للنشر، بمناسبة عودة اللواء فاضل الحمود مدير الأمن العام السابق من مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب محملاً بثلاث جوائز على حُسن الأداء, غير أن القرار الملكي بدمج مديرتي الدرك والدفاع المدني أخّر النشر, الذي صار ضرورة يوجبها الوفاء لأهل الإنجاز ومنهم اللواء الحمود الذي عرفت جماعة عمان لحوارات المستقبل حجم إنجازه في إطار برنامجها «ملك الإنجاز» الذي يهدف إلى دحض الكثير من الافتراءات، التي تنشرها الغرف السوداء، ومن ينساق إليها من فرسان شاشات التواصل الاجتماعي، المنكرين للإنجازات التي تحققت في بلدنا خلال العقدين الأخيرين.
لقد زارت الجماعة مديرية الأمن العام والتقت اللواء الحمود وعددا من مساعديه ومديري الإدارات في الأمن العام، فشعرنا ونحن نستمع إليهم بأنهم فخورون بما حققه جهازهم من إنجازات أخرجته من الإطار والمفهوم التقليديين لدور الشرطة في مجتمعاتها، والصورة النمطية المحفورة في أذهان الناس للشرطي، إلى صورة ودور جديد رسختهما توجيهات جلالة الملك لهم.
فبالإضافة إلى الأدوار التقليدية لجهاز الشرطة, صار له في بلدنا أدوار أخرى، على طريق تحقيق الأمن الشامل الذي هو أساس أية عملية تنمية وازدهار للمجتمعات، ومن أهم هذه الأدوار أنه صار جهازا لبناء الوعي، وفي سبيل تحقيق ذلك صار له دور ثقافي بارز، عبر سلسلة الندوات والمحاضرات والحوارات التي يجريها قادته ومديرو الدوائر فيه، ويلتقون من خلالها مختلف شرائح الناس وهذا انقلاب استراتيجي وجوهري لدور وصورة رجل الشرطة وعلاقته بالمواطن المرتبط تاريخياً بالمطاردة والشدة، ليصبح الآن مرتبطاً بالحوار والتواصل في إطار من الألفة والمحبة مما يصب في النهاية في هدف منع وقوع الجريمة.
ولأننا في الأردن نؤمن بأن الوقاية خير من العلاج، فقد صار لجهاز الأمن العام دور بارز في حماية بلدنا من غول الفكر المتطرف، عبر سلسلة من مبادراته ونشاطه لتحقيق هذا الهدف، كان من أدوات ذلك، تطوير منظومة الإعلام الأمني، لتكون أداة رئيسية من أدوات بناء الوعي ونشر الثقافة الأمنية في مجتمعنا الذي أدخل إليه جهاز الأمن العام مفهوم الشرطة المجتمعية، في إطار سعيه لتحقيق مفهوم الأمن الشامل، وتجذير علاقة الحوار والتواصل بين الجهاز والمجتمع المحلي مما يساهم في الحد من الجريمة ويعظم العمل الوقائي لمنع وقوعها.
كثيرة هي المبادرات التي أطلقها جهاز الأمن العام والتي تصب في هدف بناء الوعي وساهمت كلها بترسيخ الانقلاب الاستراتيجي في مفهوم الأمن الذي تحقق بقيادة اللواء الحمود ونظن أن اللواء الحواتمة سيبني عليه ليكون خير خلف لخير سلف, فهذه من سمات دولة المؤسسات.
[email protected]