ذكرت في الحلقة الماضية بداية قصة السكرتير الخاص لأبي نضال وهو الرجل الذي كانت الاردن تبحث عنه طيلة ثلاثة عشر عاماً كما قال لي. قابلته في السفارة و حكى لي قصته، ورغبته في إنهاء معاناته فهو متزوج وله طفل وطفلة عمرهما اربع سنوات وسنتين، وانه على استعداد للعودة الى الاردن بكفالتي، قدم لي الرجل اربعمئة صفحة من الوثائق الرسمية للاجتماعات الخاصة بمنظمة أيلول الأسود كما يسمونها برئاسة ابي نضال، كما قدم لي ارقام الحسابات والتلفونات وأماكن تخزين الأسلحة.
قمت بتصنيفها وإرسالها الى الجهات ذات العلاقة، ولن ادخل في تفاصيل المرحلة اللاحقة التي سبقت العودة الى الاردن، فهي تستحق ان تسجل في دراما تلفزيونية، ولكنه جاءني اخيراً وقال لي انهم طلبوا منه ان يسافر الى الحديدة، فقلت له لا تذهب، لانك ستصفى، وحزمت أمره وامري، وصرفت له وثيقة سفر اضطرارية حجزت له، واصطحبته انا شخصياً على الطائرة الى عمان، ومرة أخرى لن اكمل بقية القصة لما فيها من اسرار، وعدت الى اليمن، لأبدأ مرحلة جديدة، حيث تغيرت حكومة الدكتور عبد السلام المجالي، وشكل المرحوم زيد بن شاكر الحكومة ولطبيعة العلاقة بيننا، اقترحت عليه، ان نعقد اللجنة العليا الأردنية المشتركة برئاسة رؤساء الحكومات، وكان رئيس الحكومة اليمنية المرحوم عبد العزيز عبد الغني ووافق على ذلك، وبدأت بالتحضير لاجتماع اللجنة، جاء من عمان وفد برئاسة الدكتور الصمادي، وكان اميناً عاماً لوزارة الصناعة والتجارة، وكانت جميع الملفات جاهزة ما لنا، وما علينا، وبالطبع ونتيجةً للظروف اليمنية كان ما علينا، اكثر مما لنا، كان اليمن يعتبر الاردن قبلته الأولى.
رتبت التنسيق الثنائي بين البلدين، وكانت الحكومة اليمنية مشكلة من حزبي المؤتمر والإصلاح، كان حزب الإصلاح يشغل ثمانية حقائب من بينها نائب رئيس وزراء، وقد استفدت من العلاقة الشخصية مع الوزراء، حيث كانت الأوراق التي اود توقيعها توقع في بيتي ولا يكلفني ذلك الذهاب الى الوزراء في مكاتبهم، ولم اكتف بالتنسيق الاقتصادي والسياسي، إنما تعديت ذلك الى التنسيق الأمني حيث رتبت زيارة للمسؤولين في الأمن السياسي الى الاردن، وكانوا سابقاً ينسقون مع مصر، بما فيه التدريب وتبادل المعلومات الأمنية، انهينا ملف اللجنة العليا بكل سهولة، وما هي الاتفاقيات التي ستوقع، وتم تحديد موعد زيارة اللجنة العليا برئاسة المرحوم ابي شاكر، كان من بين الوزراء سلامة حماد وزير الداخلية، وعبد الكريم الكباريتي وزير الخارجية، وسمير الحباشنة وزير الثقافة، وبعد استقبالهم في المطار، بدأت الاجتماعات في القصر الجمهوري، وتم التوقيع على الاتفاقيات المطلوبة، وعملت حفلة عشاء للجنة، والمسؤولين اليمنيين، وبعض الشخصيات السياسية والعشائرية اليمنية، وللحديث بقية.
مواضيع ذات صلة