كتاب

نشامى المخابرات.. إخلاص.. تميز ونكران للذات



لقد استطاعت أفلام الخيال الأميركية أن تلهب خيال الناس وإعجابهم بالقدرات الخارقة لأجهزتهم الأمنية والإستخباراتية، وقدرتها على حماية أمن الدولة وإحباط المؤامرات، حتى داخل وخارج الدولة، وكذلك إظهارهم لمدى حجم التقدم التكنولوجي الهائل المستخدم في عمليات الرصد والمتابعة والتخطيط والتنفيذ، فأصبح هناك انطباع عام وقناعة لدى الإنسان العادي، سواء في أميركا أوفي جميع دول العالم، بأن ما تشاهده صحيح بالمطلق، وإن كنت لا أنكر حجم القدرات الهائلة لتلك الأجهزة, إلا أن هناك في كثير من الأحيان مبالغة تدخل ضمن رؤية وتوجه علمي إجتماعي سياسي، يهدف الى خلق إنطباع وترهيب نفسي موجه للآخرين تظهر فيه عظمة دولتهم وإشعارهم بحجم الفوارق ما بيننا وبينهم.

لقد أردت من هذه المقدمة أن أقول لجميع الأردنيين أن تلك الدول وبعظمتها وإمكانياتها، كانت وما زالت وباعترافها تلجأ في كثير من المناسبات إلى دائرة المخابرات الأردنية في حل كثير من القضايا المتعلقة بالمنطقة الزاخرة بالتنظيمات الإرهابية والمشاكل والحروب، بل وعلى الرغم من الزخم الإستخباراتي الموجود في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فإن المخابرات الأردنية أصبحت رقما مميزا في تزويد تلك الأجهزة بالمعلومات، بما لديها من مصادر وقدرات على إختراق أصعب التنظيمات، وقدرتها الإستباقية على إحباط ومنع الكثير من العمليات التخريبية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ويكفي الأردن فخرا أنه هو من زود المخابرات الأميركية بالمعلومات التي أدت الى إغتيال زعيم التنظيم الإرهابي المعروف بالزرقاوي (تنظيم الدولة الإسلامية) وغيرهم الكثير من المطلوبين الدوليين من التنظيمات الإرهابية, وكذلك بيقظة رجال هذه الدائرة, إستطاعت منع كثير من العمليات الإرهابية داخل الأردن, حتى أصبح الأردن يطلق عليه–رغم المحيط الملتهب- من قبل جميع دول العالم (بواحة الأمان والإستقرار).

إن الحديث عن نشامى المخابرات العامة في بلدي الحبيب الأردن طويل وذو شجون, فمنذ نشأة هذا الجهاز بصفة رسمية عام 1964, ورغم شح الإمكانيات المادية, وكذلك الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد في حرب حزيران عام 1967, وغيرها من الأحداث الدامية, استطاع جهاز المخابرات العامة أن يقف سدا منيعا في حماية الأمن الداخلي ضد جميع المؤامرات التي أحكيت ضد بلدنا الحبيب على المستوى الداخلي والخارجي.

ان الحديث عن تطور وإنجازات جهاز المخابرات الذي أصبح يمتلك أفضل الوسائل العلمية والتكنولوجية، هو حديث عن قصة نجاح أردنية وتفوق بامتياز، مبنية على عرق وجهد وإبداع وبطولة، لرجال نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن, وقدموا كوكبة من الشهداء, نسأل الله أن يكون مثواهم الجنة. فمخابراتنا والحمد الله وبفضل رجالها الأبطال إستطاعت أن تلغي من قاموسها كلمة مستحيل, وأن توجد معادلات علمية جديدة في علم الإستخبارات والأمن والسياسة، وأصبحت خبرات رجال نشامى المخابرات محط أنظار وإستقطاب للكثير من أجهزة المخابرات في المنطقة العربية.

وفي النهاية أسمح لنفسي باسمي وباسم جميع الأردنيين المحبين الغيورين أن نتقدم بالإحترام والتقدير لكافة منتسبي هذا الجهاز العظيم من مديرها إلى أصغر رتبة في هذا الصرح الوطني العظيم.