م. فواز الحموري
اعجبني تعليق لمواطنة تونسية اثناء الانتخابات التشريعية بقولها: «أنا متفائلة، الشعب بالمرصاد» وانطلقت بنشاط للإدلاء بصوتها بابتسامة وثقة.
ووفقا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية إلى 41.31% في حين وصلت نسبة المشاركة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الى 49%.
تصدر حزبا النهضة وقلب تونس الانتخابات التشريعية وهذا دليل عافية وإصرار على إعادة الحياة السياسية الى الترتيب والتنظيم والبناء من جديد وتعويض الخسارة التي تكبدها الشعب التونسي خلال الأعوام السابقة وخصوصا ما تعرض له الموسم السياحي من اضرار جسيمة نتيجة الهجمات الإرهابية خلال الفترة الصعبة من تاريخ تونس الحديث.
تتطلع تونس الى الحياة بتفاؤل وامل وهي رائدة الثقافة العربية والفكر المستنير والانفتاح على العالم بحكمة واتزان وحسن تمثيل للحضارة العربية والإسلامية والعطاء المتواصل للأدب العربي والفن التراثي في العمق المغاربي والافريقي الأصيل.
نفرح بشكل كبير لمشاركة الشعب التونسي واهتمامه في الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية فتلك حالة من الاستقرار والطمأنينة وبارقة رجاء للشعب التونسي للسير قدما نحو المستقبل.
دفع الشعب التونسي الكثير مع بداية ما يسمى بالربيع العربي وظلت الأجواء في تونس ملبدة بالغيوم الى ان أتيح لشمس الديموقراطية بالظهور واتيح للشعب التونسي بالمشاركة في الاختيار والمساهمة الإيجابية في مسيرة البلاد وبروح الفريق الوطني الواحد وبرسالة الانتماء الحقيقي.
النموذج التونسي جدير بالمتابعة والتحليل والتدبر؛ فالتجربة الدقيقة التي عاشها الشعب التونسي ما هي سوى رسالة لجميع الشعوب بالوحدة والتماسك وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة وضرورة العمل المخلص الدؤوب.
القضاء العادل ومحاربة الفساد هما الركائز الأساسية التي سوف يسعى حزبا النهضة وقلب تونس لترسيخهما ضمن تشكيل الحكومة التونسية القادمة والتي سوف تقدم المثال الحضاري لممارسة الديموقراطية بشكل سليم.
لأول مرة في تاريخ تونس، تقرر تنظيم مناظرات تلفزيونية في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وتم بثها على أغلب القنوات التونسية وعدة قنوات أجنبية وتلك تجربة حضارية ورائدة ايضا.
السباق التونسي في الانتخابات التشريعية والرئاسية نموذج ومؤشر تعاف رشيد يضاف الى الملف التونسي الحديث مع الرجاء لتونس الشقيق الازدهار والتقدم والرخاء.
[email protected]