م. فواز الحموري
تفيد لغة الأرقام في تقدير الخسائر والضرر، ومن الملفت للنظر حجم الخسارة نتيجة إضراب المعلمين، والضرر الاجتماعي نتيجة الأرقام المعلنة عن نسبة العنوسة بين الاناث والرجال وكذلك الحالة الزوجية ونسب الطلاق والترمل.
إضافة الى أرباح شركات التكنولوجيا في العالم وسيطرتها على حياتنا والتي هي بالمجمل خسارة وضرر نتكبده بإصرار وجهل في معظم الحالات.
هل نتصور فعلا ان إضراب المعلمين لثلاثة أسابيع كلف 75 مليون دينار، وان في مجتمعنا مثل تلك الأرقام المليونية للعازبات والعازبين والأرقام الخاصة بحالات الطلاق والترمل، وحتى اعداد السجائر الالكترونية وضررها على الجميع؟
وهل نعي بحق ان تكون نسبة العمالة الوافدة 42.5% بالقطاع التجاري والخدمي وأرقام ونسب اخرى متعددة الى حجم الخسارة والضرر المباشر وغير المباشر على جوانب الحياة الاقتصادية منها والاجتماعية وحتى السياسية؛ أشار كل من سائق للحافلات المدرسية ومتعهد للمقاصف المدرسية عن حجم الخسارة الشخصية له نتيجة استمرار إضراب المعلمين وتوقف الحال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم القدرة على التحمل وكذلك شكوى أصحاب المحال التجارية القريبة من المدارس من الضرر الذي لحق بهم نتيجة ما حدث.
في ظل الظروف الصعبة التي نعيش وعندما تصدر الأرقام والنسب نكتفي بمطالعتها والتعليق عليها بفكاهة ولكن لا نتدبر بها ونحللها ونتعامل معها بجدية؛ فهل تدل أرقام العنوسة على مؤشر معين، وهل يمكن معالجة هذا الخلل بهم وطني مخلص؟
وحتى على مستوى إضراب المعلمين والكلفة التي تكبدها المجتمع نتيجة ذلك، هل تعني للوطني المخلص شيئا؟
جملة من الأرقام والاحصائيات عن نزلاء بيوت العجزة وأولئك المدمنين على المخدرات، والعاملين من الأطفال في الاعمال الشاقة في الكراجات والأسواق الشعبية والخضار وحتى في التسول، فهل نتعامل مع تلك المؤشرات الخطيرة باهتمام واتخاذ الإجراءات المناسبة؟
نتحدث عن اعداد اللاجئين السوريين في الأردن ولكن هل نعي بحق الاعباء التي تحملها الأردن بهذا الخصوص والكلفة المترتبة على ذلك من خلال خطة الاستجابة للجوء وتناقص الدعم المقدم من الجهات المانحة؟
لا نطالب سوى بقراءة لغة الأرقام ولا أكثر من ذلك ولا أقل!
[email protected]