على نقابة المعلمين الجليلة ان تفكر باتخاذ أشكال احتجاجية أخرى ، غير الإضراب عن العمل ، مراعاة لمصلحة الطلبة وحقوقهم ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من بدء العام الدراسي وحالة الارباك العام التي تعيشها الدولة.
واستمرار الإضراب بهذا الشكل بعد اقرار مقتضيات النظام الأساسي الخاص بأطر التربية والتعليم وحقوق المعلمين ، وبما كفله الاستقرار المهني والأمن الوظيفي للمعلمين ، ليس له مبرر سوى السعي إلى تحقيق أهداف سياسية لا علاقة لها بمصالح المعلمين ، والتعليم بشكل عام، ويهدف إلى إرباك الجو العام ، والحاق الضرر بقطاع التعليم برمته ، مع التاكيد على ارتباك الحكومة في طريقة ادارة قطاع التعليم ، والأسلوب الارتجالي الذي تنهجه في التعامل مع المدرسة والمعلم والازمة برمتها .
أنَّ 'خطوة الاضراب ، تأتي بعدَ وصول الحوار إلى الباب المسدود، وهذا من الخطأ الفادح ان ينتهى كلُّ شيء ما بين النقابة والحكومة دون الوصول الى صيغة توافقية ولمْ يعد هناكَ مجالٌ آخرٌ للتراجع ، مع التاكيد على وقف التلاعبُ بمطالب المعلمين وفتح باب الحوار الجاد والمسؤول الذي يحلُّ مشاكل المعلمين والقطاع التربوي برمته.
فالطالب بنهاية المطاف ، هو الضحية ، والوطن هو الخاسر ، لما تشهده المنظومة التربوية والتعليمية بين النقابة والحكومة من ازمة يجهل الكثير نهايتها ، او المبادرة باطلاق طاقة الفرج والانفراج لعل المياه تعود الى مجاريها.
هذا القلق وهذا الالم وهذا الحزن ، تتقاسمه العائلة الاردنية ، ويعتصر قلوبها ، من جنوب الاردن الى شماله ومن شرقه الى غربه - بسبب ازمة اضراب المعلمين - ليعود ابنائنا كل يوم إلى المنزل ليخبرونا باستمرار الإضراب - دون جواب عن نهاية هذا الوضع ، وعلى اعتقاد ان ما يحدث هي فوضى يدفع ثمنها طلبة المدارس الحكومية.
والحالة غير المستقرة التي تعيشها العائلة الاردنية ، ترمي بضلالها على الوضع العام للمجتمع ، وعلى إيقاع الانتظار ، وويلات القلق ، بعد توقف الدراسة في مدارس المملكة منذ اسبوع ، باعتبار الطلبة في عطلة مفتوحة ، لتتفاقم الازمة بين شد وجذب ، دون بصيص امل يلوح بالافق ، فالمشهد على ما يبدو ضبابي ، ويرمي الى تفجير الوضع الاجتماعي .
وقبل كل شيء لا يوجد انسان لا يحترم ويؤمن بقدسية التعليم ، وان يكون الى صف المعلم وحقوقه وتحسين وضعه والارتقاء بمكانته وتعزيز دوره وحضوره ، لكن ننتظر من المعلمين خطوة للامام لفك الاضراب.
مواضيع ذات صلة