خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التطرف !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. عميش يوسف عميش قبل تعريفنا لمعنى التطرف لا بد أن ننظر لهذا الموضوع من عدة وجهات نظر. وبشكلٍ أساسي يعني الخروج عن الأعراف والمفاهيم العامة وتقاليد المجتمعات وسلوكياتها، بحيث يكون لدينا قناعة راسخة بأن أفعال التطرف لا يمكن أن تكون مقبولة وهي غير مبررة، كما أن التطرف بالمفهوم الأعمق هو الخروج عن القانون والدستور السائد في البلد الذي ينشأ فيه.

والمتطرفون يطرحون أفكاراً غريبة ومتشددة وشعارها التزمت وتشمل تكفير الآخرين والبعد عن الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة والروح المجتمعية المترابطة. كما أن مفهوم التطرف يُطلق على الإيديولوجيات السياسية والاقتصادية وحتى الدينية والتي تتبنى أفكاراً شاذة وخارجة عن التفكير السوي المعتدل الذي يمارسه المجتمع. كما أن التطرف يؤدي كما حدث ويحدث اليوم خاصة في وطننا العربي وكذلك معظم أجزاء العالم، يؤدي إلى العنف والقتل والاغتصاب والتدمير والخراب.

والمستغرب أن المتطرف لا يعترف بأنه متطرف، ولا يعتبر نفسه شاذاً عن غيره، بل يرى أن المجتمع الذي يعيش فيه مجتمع شاذ وأن لا صحة موجودة لأي شيء هناك إلا لأفكاره وطريقة تفكيره والتي تؤدي لهدم الحضارات وانشقاق المجتمع. وهناك تفسير للتطرف الديني بأنه لا يأتي بسبب التشدد في الدين فقط وإنما يأتي نتيجة الاختلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ما يؤدي إلى تأجيج الأفكار الغريبة ونشرها في المجتمعات.

أما الجهل والتخلف في بعض المجتمعات واتساع الفجوة بين طبقات المجتمع بالإضافة للوضع النفسي لأفراد أو مجموعات فكلها تؤدي لنشر التطرف المتشدد وهنا لا بد لنا أن نذكر أن السلوك الاجتماعي والنعرة العرقية وتدهور المعرفة واختلاف الأمور السياسية تسبب أشكالاً متعددة من التطرف وتؤدي لظهور العدد الكبير من المتطرفين.

تاريخياً فلقد نعتت الحركة الفاشية والنازية والحملات الصليبية وحركات الفصل العنصرية الافريقية والحركة الصهيونية بالتطرف وإنها من أشهر الأنماط المتطرفة حتى أنها وثقت تاريخياً وثقافياً وسياسياً. والعودة لمفهوم التطرف من النواحي الفلسفية فقد أعاد جون فيتزجيرالد كينيدي الرئيس ال 35 لأميركا والذي اغتيل عام 1963 أعاد صياغة المصطلح لدانتي في الكوميدية الإلهية «الأماكن الأسخن في الجحيم محجوزة لأولئك الذين يظهر حيادهم اثناء الأزمات الاخلاقية» وقال السناتور باري غولدووتر حول مبادئ الأخلاقيات الطبية لجمعية الأطباء النفسيين قالها في المؤتمر الجمهوري الأميركي 1964 «التطرف في الدفاع عن الحرية ليس بالرذيلة، والاعتدال في معنى العدالة ليس بالفضيلة».

أما في منطقتنا العربية والشرق أوسطية فبدأت ونشأت وترعرعت منظمات إرهابية أولها القاعدة وتبعتها «داعش» وأكثر من مجموعة إرهابية وصل عددها إلى 38 تعرف بأسماء مختلفة حولت منطقتنا إلى خراب ومآس اجتماعية انسانية لا بد أن نقف ضدها لنعيد لأمتنا العربية الإسلامية قيمها الأخلاقية الأصيلة والتي رسخت في تاريخ البشرية منذ قرون.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF