كتاب

شعبية الرئيس

كان لزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وترؤسه لمجلس الوزراء صدىً كبيراً على المستوى الشعبي، سيما بعد توجيهاته للحكومة بالإسراع في ترجمة برامجها الاقتصادية بمدد زمنية محددة، واضحة تنعكس إيجاباًعلى حياة المواطن. وتركيزه فقط على الجانب الاقتصادي دون غيره من القضايا الأخرى. كان سبب اختيار جلالة الملك للرزاز رئيسا للوزراء نظراً لما يمتلكه من خبرة ومعرفة واسعة في الجوانب الاقتصادية، وهو ما عبر عنه سابقا لوسائل الإعلام قائلا: «انا لست رجل سياسة بل رجل اقتصاد». بمعنى أنه جاء إلى هذا الموقع انسجاما مع التوجهات الملكية بهذا الخصوص،لمعالجة المشاكل الاقتصادية. وأعتقد وحتى نكون أكثر إنصافاً وتجردا، لا بد لنا أن نقر جميعا بأن الاصلاح الاقتصادي يقع في سلم أولويات الحكومة وجميع الأردنيين.

نعلم جميعا أن جميع الحكومات عندما تأتي، تتبنى برامج وخطط عمل مفصلة تكون من أولوياتها رفع نسبة النمو الاقتصادي من جهة، ومعالجة المشاكل الاقتصادية من جهة أخرى، التي من أهمها تحسين مستوى الخدمات ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة. وكما هو معلوم أن ترجمة البرامج والخطط مرتبطة بمدد زمنية للتنفيذ، وفي كثير من الأحيان تحتاج بعض تلك المشاريع إلى مدد زمنية قد تمتد إلى سنوات.

في حدود معرفتي المتواضعة فإن مشروع قانون موازنة الدولة الذي يعرض على مجلس النواب نهاية العام للسنة المالية التي تليها يتضمن بشكل مفصل كافة المبالغ المرصودة (النفقات) التي تهدف إلى ترجمة المشاريع والخطط المنوي تنفيذها، والأهم من ذلك أن المبالغ المرصودة لهذه الغاية تكون مرتبطة بموازنات مالية مرصودة مسبقا وفقاً لتقديراتٍ تعدها وزارة المالية استناداً لما هو متوقع من ايرادات للسنة المالية.

الأصل أن تقوم الحكومة برصد المبالغ المخصصة كما يقال في المثل الشعبي (بالقدة والميزان) ولكن تتفاجأ الحكومة بمعطيات جديدة غير متوقعة تخفض حجم الواردات المرصودة بشكل كبير وغير متوقع، فيصبح حالها كما قال الشاعر المتنبي: «تجري الرياح بما لا تشتهي السفُنُ»، أو كما يقال بالمثل الشعبي: «حساب السرايا لم يتفق وحساب القرايا» كما حصل في موضوع انخفاض مداخيل الدولة من الرسوم الجمركية على الدخان بسبب انتشار (السجائر الإلكترونية)، وكذلك ضبط عمليات إدخال وتهريب الدخان في المناطق الحدودية وغيرها من المعطيات التي تؤدي الى انخفاض واردات الحكومة بشكل مفاجئ وغير متوقع.

من المؤكد أن المزاج الشعبي لرضى الناس على الحكومة ورئيسها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما تقدمه الحكومة من إنجازات ويتأثر بشكل كبير بالصورة النمطية السائدة عن تقصير الحكومة في القيام بأعمالها، لا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها اصبحت تسهم في زيادة الفجوة بين المواطن والحكومة بحثاً عن الإثارة لزيادة اعداد متابعيها.