حقق البرنامج الوطني بصمة نجاحا باهرا في تحقيق أهدافه المنشودة بطريقة تعليمية رائدة، ومن خلال الاطلاع ومتابعة سير البرنامج يمكننا أن نبين أسباب هذا النجاح والعوامل التي ساعدت في تطبيقه بشكل جاذب ومميز، ومن هذه الأسباب:
أولاً- النظرية التربوية: استند البرنامج الوطني بصمة إلى نظرية تعليمية جاذبة، حيث ارتبط بالنظرية البنائية التي ترى ان التعلم عملية نشطة، مستمرة، هادفة، فالمتعلم لا يستقبل المعرفة ويتلقاها بشكل سلبي، لكنه يبنيها من خلال نشاطه ومشاركته الفعالة في عمليات التعلم، كما أن المعرفة ليست موجودة بشكل مستقل عن المتعلم، بل هي من ابتكاره وإبداعه ومن خلالها يفسر الظواهر المحيطة به بكل اتقان.
ثانيا- التعلم التكاملي: يتسم البرنامج بأنه يعالج الجوانب المعرفية والمهارية والقيمية بصورة تكاملية، حيث يسعى إلى ترسيخ كثير من المفاهيم والأفكار والمبادئ في شخصية النشء، كذلك يزخر البرنامج بالمهارات والأداءات التربوية الهادفة التي تركز على بناء الجسم بناء سليما، كما يحوي البرنامج على محتوى قيمي وسطي، يصقل شخصية الطالب، ويحضه على التسامح والتصافح والصدق والأمانة.
ثالثا- التعلم التطبيقي: إن التعلم الذي يركز على المنحى العملي والتطبيقي يكون أكثر دواما واستمرارية، لذا فإن بناء البرنامج الوطني بصمة ركز على تطبيق كافة المفاهيم والأفكار التي تعطى للطلبة بطريقة فاعلة جاذبة.
رابعا–أنماط التعلم: تنادي التوجهات التربوية المعاصرة بضرورة التطابق بين طريقة تدريس المعلم من ناحية، وأنماط التعلم المفضلة لدى طلبته من ناحية أخرى، ومن ثم فالقضية الكبرى التي تحظى باهتمام المربين اليوم هي مدى ملاءمة طرق التدريس المستخدمة مع أنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة، وكيف تكيف هذه الأساليب على نحو يجعل التعلم لدى الطلبة أكثر فاعلية، وكفاءة، وديمومة، حيث إن معظم الطلبة لديهم تفضيلات فطرية لبعض أنماط التعلم، والبعض الآخر يمكنه تكييف أنماط تعلمه وفقا لمتطلبات المهام الأكاديمية. والأفراد يختلفون في أنماط التعلم التي يفضلونها، حيث إن اختلاف الفرد عن غيره في الميول والخصائص الشخصية والجسمية يؤدي إلى اختلاف نمط التعلم لديه عن أقرأنه، لذا فإن البرنامج الوطني بصمة ركز على توظيف أكثر من نمط تعليمي للطلبة، بحيث يمارس كافة الطلبة أنشطتهم بطريقة مناسبة وجاذبة.
خامساً – استراتيجية التعلم النشط: يتبنى البرنامج الوطني استراتيجيات التعلم النشط في تنفيذ المحتوى التعليمي، حيث يركز على استراتيجيات التعلم المتمركزة حول المتعلم، ويعمل على توفير مصادر تعلم متنوعة، ومن أهم الاستراتيجيات التي يتبناها الحوار والمناقشة وحل المشكلات والاكتشاف والتعلم التعاوني ولعب الدور والقبعات الست والتعلم الذاتي.
سادسا- التربية الجمالية: حرص البرنامج الوطني بصمة على توظيف مفاهيم تربوية جديدة في شخصية المتعلم، ومثال ذلك مفاهيم التربية الجمالية والتذوق الأدبي والاهتمام بالطبيعة.
مواضيع ذات صلة