النائب د. فايز بصبوص
منذ خمسين عاما قامت أولى عمليات الانتهاك المادي والمعنوي والسياسي للمسجد الأقصى ومن خلال تواطؤ قوات الاحتلال الصهيوني
أقدم السائح الاسترالي دنس مايكل بدعم من الحركة الصهيونية على جريمته بإحراق المسجد الأقصى، ومنذ ذلك التاريخ والمحاولات الصهيونية تتراكم وتتكامل كل يوم من أجل إشباع نهم الحركة الصهيونية العالمية وجماعة الهيكل لهدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم هذا كان التجسيد المادي لمشروع سياسي تتجلى صورته بشكل اوضح في هذه الايام.
ومن خلال استكمال عملية الهدم السياسي متوازية مع مشروع صفقة القرن وبتكامل مع المخططات الذي تنفذ بشكل يومي من خلال الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك والتي تهدد اساساته البنيوية والبنائية كما تهدد واقع السيادة الفلسطينية عليه والوصاية الهاشمية للمدينة المقدسة كل ذلك يتكامل مع الاقتحام الاخير للمسجد المبارك في اول ايام عيد الاضحى واكثر الايام قداسة عند المسلمين وهو يوم عرفة.
ان هذه الذكرى تعطينا مؤشرا على قدرة الشعب الفلسطيني في استكمال مقاومته ومواجهته للاحتلال ولصفقته المزعومة والتي تتضح معالمها كل يوم في محاولة لنسف التاريخ الاسلامي والعربي للمسجد الاقصى وقبة الصخرة ومدينة القدس بشكل عام وعندما تم القضاء على مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى اعاد المشروع القديم الحديث الى الظهور ثانية من خلال الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المستوطنين الصهاينة وبتواطؤ من قبل الحكومة الاحتلال وادواتها وخاصة القضائية منها لاعطاء انطباعا بان المشكلة تنحصر بين المسلمين واليهود في اقامة شعائرهم الدينية في المكان نفسه مما يمهد لحل يقوم على التقسيم الزماني والمكاني بين الاديان هذا هو الهدف الحقيقي من وراء تكرار الاقتحامات من قبل المستوطنين الصهاينة وبدوره يكون الاقتحام المتكرر هو تجسيد لمفهوم
الصراع للهويات الدينية ولكن ذلك الحل الصهيوني الضارب بالتاريخ لن يمر فلقد اكد الشعب الفلسطيني قدرته على مواجهة هذه المشاريع بالتكامل مع الدور التاريخي للهاشميين في الاعمار المادي والسياسي عند كل منعطف من المنعطفات الخطرة التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار تاريخها لقد اثبتت التجارب بان التكامل بالمواجهة بين الشعبين الاردني والفلسطيني وقيادتهما انها الرافعة الحقيقية امام مواجهة كل مؤامرات الهدم السياسي والمادي لاولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الاقصى.