خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

دورات المياه غير النظيفة بيئة خصبة لانتقال الأمراض

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أبواب - ندى حاتم شحادة

أصيبت «ن، م » العام الماضي بارتفاع في درجة حرارتها واصفرار وفقدان للشهية، وعند معاينة الطبيب المختص لها تبين بأنها مصابة بالتهاب بكتيري معد، وبعد سؤال الطبيب لها إذا ما كانت تستخدم دورات المياه خارج البيت تبين بأنها تذهب باستمرار لقضاء الحاجة في دورة مياه في مكان عام أثناء وجدها خارج المنزل، فأكد الطبيب بأن إصابتها بالبكتيريا ناجمة عن عدم نظافة دورة المياه.

غض النظر في كثير من الأحيان عن نظافة بعض دورات المياه في الأماكن العامة سواءً في المدارس أو المراكز الصحية أو الحدائق والاستراحات العامة(...) بات أمرا مقلقا للغاية، لعدم وجود إجراءات إحترازية تمنع إنتشار الأمراض والأوبئة الناجمة عن عدم العناية بدورات المياه ، وهذا يجعلنا نتنبه إلى ظاهرة مقلقة وخطيرة للغاية تستلزم وجود دورات مياه نظيفة لقضاء الحاجة لتفادي الإصابة بالفيروسات والأمراض الخطيرة وأمراض الإسهال التي تعد ثاني أكبر أسباب وفاة الأطفال في الدول النامية.

و تؤكد الأرقام الأممية على أن حوالي 315 ألف طفل يموتون سنوياً بالإسهال نتيجة سوء الصرف الصحي والمياة غير المأمونة، وأن 800 ألف طفل دون الخامسة من العمر يموتون سنوياً دون داع بسبب الإسهال، ويفتقر نحو 2.5 بليون شخص إلى الاستفادة من المرافق الصحية الكافية، وبشكل عام فإن 4.5 مليار شخص (60% من سكان العالم) يعيشون دون مراحيض عائلية يتم من خلالها التخلص من النفايات بطرق آمنة.

وكشف تقرير للفريق الصحي الحكومي في وزارة الصحة نهاية عام 2017 لمئة مدرسة حكومية عن وجود سلبيات في دورات المياه داخل المدارس الحكومية تمثلت بعدم صلاحية دورات المياه، وانخفاض عددها قياسا إلى عدد الطلاب في المدرسة الواحدة، إضافة إلى عدم مراعاة شروط الصحة والسلامة العامة في معظمها.

وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) الصادرةعن دائرة الإحصاءات العامة أن 98.2% من الأسر في الأردن لديها صرف صحي محسن «دورات مياه»، فيما بلغت نسبة الأسر التي لديها صرف صحي غير محسن (مشتركة بين أسرتين أو أكثر) 1.8% وعددها حسب عدد الأسر في الأردن حتى نهاية 2018 بحدود 38484 أسرة من أصل 2.138 مليون أسرة.

ورغم غرابة الحدث للكثيرين فإن منظمة الأمم المتحدة تحتقل سنوياً في يوم ١٩ تشرين ثاني باليوم العالمي للمرحاض بهدف تقليل الحرج حول استخدامه وجذب الأنظار للتحديات الصحية المتعلقة بالصرف الصحي.

أمراض خطيرة

وتبين مديرة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا بوزارة الصحة الدكتورة هيام مقطش أن:«هناك فيروسات وبكتيريا يمكن أن تنتقل عن طريق استخدام دورات المياه كبكتيريا الإيكولاي، بكتيريا الشيغيلا، بكتيريا المكور العقدي، الانفلونزا ونزلات البرد ».

وتشير إلى أن:«تلك الفيروسات والبكتيريا يمكن أن تنتقل عند ملامسة الأسطح الملوثة كمقعد المرحاض ومقابض الأبواب ومحابس الشطاف وتسبب أمراضا للإنسان يمكن أن تؤدي إلى الوفاة».

وتشدد على أن:«جميع الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والشراب يمكن أن تنتقل عن طريق استخدام دورات المياه غير النظيفة، ولكنها تشير في ذات الوقت إلى أنه لا يمكن للفرد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا عن طريق استخدام الحمامات العامة أو الجلوس على مقعد المرحاض لأن الفيروسات والجراثيم المسببه لتلك الأمراض لا تعيش خارج جسم الإنسان ».

ويؤكد المدير التنفيذي في جمعية معهد تضامن النساء الأردني منير ادعيبس أن:«توفير خدمات الصرف الصحي خاصة دورات المياه الآمنة والنظيفة في المساكن والأماكن العامة والمدارس وأماكن العمل، سيؤثر بشكل إيجابي على صحة الأطفال والنساء، وعلى تعليم الفتيات وإنتاجية النساء العاملات وإستمرارهن في العمل».

ويضيف: « إن الالتزامات المترتبة على الدول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان يترتب عليها أن تكفل لكل شخص إمكانية الحصول على مياه شرب مأمونة للاستخدامات الشخصية والمنزلية، وأن تكفل سبل الوصول الى الصرف الصحي الملائم، بوصفه عنصراً أساسياً لكرامة الإنسان وخصوصيته».

مرضى حائرون

تمتنع الموظفة في أحد المصانع (ض،ع) عن الذهاب إلى دورة المياه الموجودة في العمل لعدم نظافتها، إذ ترفض قضاء الحاجة أثناء العمل ما يؤثر سلبا على جسدها خصوصا وأنها تعاني من مرض السكري.

ويرفض المسن عمر الحلبي أن يذهب إلى دورة المياه أثناء وجوده خارج المنزل لعدم نظافة دورات المياه وخوفه من الإصابة بالأمراض.

وتبين الاخصائية النسائية والتوليد الدكتورة سمر الحلواني أن :«عدم قضاء الحاجة في حال الضرورة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية عند النساء أو يعرضهن للإصابة بمرض المثانة العصبية اللاإرادية وهي ظهور أعراض مرض المثانة ولكن دون الإصابة بها، ومن الأعراض الشبيهة بالمثانة العصبية هى عدم تفريغ المثانة وعدم الإحساس بوجود ماء بها» .

ويشير الأخصائي الباطني الدكتور ماجد القدسي إلى أن: «حبس البول عند الرجال وبالأخص فوق سن الـ60 عاما يؤدي إلى حدوث احتقان البروستاتا ويسبب انسداداً بمجرى البول، حيث إنه من الممكن أن يؤثر على وظائف الكلى وزيادة البولينا والكرياتينين، وهنا يستدعي التدخل الجراحي».

معايير أساسيّة

ويلفت أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور حاتم شحادة إلى أنه :«يجب إتباع بعض المعايير المهمّة التي تسهم في الوقاية من خطر الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء والجلد والمسالك البولية الناجمة عن استخدام دورات المياه في الأماكن العامة كغسل اليدين جيداً للتخلص من الفيروسات قبل أن تتفاقم وتعرضنا للمرض». وتنصح مقطش :«بضرورة تغطية مقعد المرحاض بطبقتين أو ثلاث من المناديل الورقية قبل الجلوس عليها وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد استخدام دورات المياه واستخدام المناديل الورقية الصحية لغلق محبس المياه أو فتح باب الحمام ». ويطالب ادعيبس بأن تشمل الجولات التفتيشية لوزارة العمل دورات المياه، خاصة في المصانع والمؤسسات التي تعمل فيها نساء، والتأكد من أن النساء قادرات على الاستخدام الآمن لهذه الدورات بما توفره من متطلبات السلامة والنظافة، وإلزام أصحاب العمل الذين يستخدمون خمسة عمال فأكثر بتخصيص دورة مياه للنساء.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF