وفي ذات السياق سمو الأمير الحسين ولي العهد الميمون قال: «أن الشباب هم حجر الأساس لأي تطور تنموي، وهم المحركات الجبارة الحقيقة في العملية التنموية»، وأن الأردن يعتبر من الدول النموذجية في ريادة الأعمال على الصعيد الإقليمي وحتى بالمعايير الدولية، إذن التركيز على تنمية الموارد البشرية فقط لا يمكن أن يكون الحلقة المركزية في عملية التنمية، لأن أي دولة تكون متقدمة في ريادة الأعمال يتطلب منها إدارة لتلك الموارد البشرية، وليس تنميتها فقط رغم أهمية التنمية البشرية إلى أن المطلوب الآن هو الإدارة المثلى لهذه الموارد للوصول بها إلى أقصى درجات التوظيف الخلاق لمخرجاتها وتوظيفها بشكل منظم وممنهج لتصب في خانة الخطة العامة للدولة للنهوض التنموي.
أي لا بد من إعادة النظر والبحث الاستقصائي والاحصائي واعتماد الشمولية في البحث عن المبادرات الإبداعية في الأطراف، كما هو في المركز لأن التجربة أثبتت أن ريادة الأعمال والإبداعات الخلاقة لشبابنا كما نوه لها سمو ولي العهد لا يمكن أن تكون انتقائية أو نخبوية أو موسمية التحرك، ونعني هنا أن توظيف تلك الطاقات بالأطراف من خلال آليات تستغل من خلالها توسيع صلاحيات مجالس المحافظات لتكون قادرة على إيجاد آليات محددة في دعم تلك الإبداعات وتلك الأعمال الرائدة على مستوى أنها إبداعات خلاقة لا مثيل لها أن تم استغلالها بشكل واقعي فإنها ستصب كما أثبتت التجربة في التنمية الاقتصادية المستدامة وهذا بالضبط ما قصدته بموضوع الموسمية.
فالموسمية هي تحرك محدود مرهون بالتقاط إشارات من النظام السياسي نحو تفعيل وتطوير إحد المجالات التي ينوه لها جلالة الملك او سمو الأمير وتنتهي في تلك الفترة وتعتبر عفوا على هذا التعبير موضة غير قابلة للاستدامة، من هنا فأننا ندعو الى الاستدامة أي منهجية مستدامة للتفعيل وهذا يجعل من جلب الاستثمار ليس الخارجي فقط وانما من خلال إدارة ريادة الاعمال المحلية والتي يكون عنوانها دائماً الشباب بإطاريه الفردي أو الجماعي أو من خلال المبادرات الاجتماعية ووضعها أولوية في السياسات العامة وهي بصدق الأداة الحقيقية لجلب الاستثمار الخارجي وهناك امثلة لا تعد ولا تحصى منها العلاقة ما بين شركة ياهو ومكتوب والتسويق الالكتروني وامثلة عديدة بهذا السياق وذلك لأن هناك ازمة في استقطاب الاستثمارات تحت يافطة الواقع السياسي غير المستمر او جبن راس المال فإن إدارة الموارد البشرية وتبني ريادة الاعمال هما المفتاح لجلب الاستثمارات الخارجية وتوطينها، هذا المفتاح الحقيقي للفكاك من ازمة استقطاب الاستثمارات الخارجية.
