د. أسامة الفاعوري
يقول الناشط السياسي والمدني والحائز على جائزة نوبل للسلام الدكتور مارتن لوثر كينغ الأبن «مساعدة شخص واحد ربما لن تغيّر كل العالم، ولكنها يمكن أن تغيّر عالم شخص واحد على الأقل». تنبع أهمية العمل التطوعي من أن معظم الناس يرغبون في العمل التطوعي لتحسين الأوضاع ومساعدة الآخرين، وهذا أيضاً ينطبق على الطلاب المتطوعين، حيث أثبتت الأبحاث الأخيرة، أن نسبة 95% من الطلاب المتطوعين يحفزهم هو أيضاً مساعدة الآخرين وتحسين أوضاعهم!
إن جوهر التطوع يسمح لك بإكتشاف إهتمامات جديدة، مقابلة الناس، وتشكيل وصياغة آرائك حول العديد من الأشياء التي تحدث حولك، وكذلك الحال بالنسبة للعمل التطوعي للطلاب فهو يوفر فرصة فريدة للطلاب أثناء دراستهم في الجامعة لإحداث تغيير في مجتمعهم المحلي، وكذلك تطويرمهاراتهم، وقد أظهرت الأبحاث أن تطوير المهارات (88٪) واكتساب خبرة العمل (83٪) عوامل محفزة ومهمة للطلاب المشاركين في العمل التطوعي. وقد صرح 51٪ من الخريجين الجدد الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا والذين يعملون بأجر أن العمل التطوعي ساعدهم في الحصول على عمل!
يُقدّم المتطوعون الطلاب مساهمة كبيرة في المنظمات والمجتمع ككل، وخاصة من خلال المهارات والحماس الذي يحضرونه، والساعات التي يتطوعون بها مع المجموعات والمنظمات، ويقوم أكثر من نصف الطلاب المتطوعين بذلك خلال فترة الفصل الدراسي والإجازات، وثلث المتطوعين على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، وقد أظهرت الأبحاث أن الطلاب المتطوعين يمكنهم تطوير الوعي المجتمعي للطلاب ومساعدتهم على الاندماج في المجتمعات المحلية خارج الجامعة، ومما يفسر ما أسموه «فقاعة الطلاب»، ويشير 77٪ من الطلاب المتطوعين إلى أن فهمهم للأشخاص الآخرين قد زاد نتيجة للعمل التطوعي.
ومن فوائد أداء خدمة المجتمع في الكلية، أنه يُحسّن السيرة الذاتية للطالب، ثم زيادة التحصيل الأكاديمي والعلامات له، فوفقًا للباحثين، فإن الطلاب الذين يؤدون خدمة مجتمعية هم أكثرعرضة للأداء الجيد في الجامعة، وإنشاء شبكة من الأصدقاء والمعارف، ويُصبحون أشخاصاً أفضل، ويتمتّعون بصحة أحسن، ويستطيعون التحكم بالجدول الزمني، والقدرة على العمل مع مجموعة متنوعة من المديرين، وإدارة الوقت، والقيادة، ومهارات الاتصال عند التحدث إلى الناس من جميع الأعمار، والإحترافية، والعمل بروح الفريق الواحد.
وأخيراَ، يوفر التطوع فرصة رائعة للقاء أشخاص لديهم اهتمامات متشابهة ويشعرون بأنهم جزء من المجتمع. وقد أظهرت الأبحاث أن 74٪ من الطلاب عانوا من مجموعة واسعة من الصداقات من خلال العمل التطوعي، كما تظهر الأبحاث أن الجامعات بحاجة إلى الاستثمار في العمل التطوعي للطلاب، وأن 48 ٪ من المتطوعين الطلاب يمنحون وقتهم لأنشطة التطوع الرسمية التي تعود بالنفع على المجتمع الأوسع بالفعل، تقول الكندية شيري أندرسون «لا يتم الدفع للمتطوعين، ليس لأنهم لا قيمة لهم، ولكن لأنهم لا يقدرون بثمن».
[email protected]